واشنطن ـ يوسف مكي
تعرض "الفيسبوك" لانتقادات بشأن الأثر المقلق على الديمقراطية، الذي سينتج عن تجربة إزالة أخبار وسائل الإعلام المهنية من الصفحة الرئيسية في ستة بلدان، وتنطوي هذه التجربة، التي بدأت في 19 أكتوبر/تشرين أول ولا تزال جارية، على الحد من المنشورات التي تظهر على الصفحة الرئيسية على "فيسبوك"، لتكون قاصرة على المنشورات الشخصية والإعلانات المدفوعة فقط.
وستُنقل المنشورات العامة، مثل تلك التي تنشرها الصفحات الإعلامية على "الفيسبوك"، إلى صفحة "استكشاف" مستقلة، ونتيجة لذلك، خسرت المنظمات الإعلامية في البلدان الستة التي تضم 1٪ من سكان العالم - سريلانكا وغواتيمالا وبوليفيا وكمبوديا وصربيا وسلوفاكيا – إحدى أهم منصات النشر بين عشية وضحاها.
تقول الصحافية وعضوة هيئة التحرير في موقع أخبار غواتيمالا " "Soy502 دينا فرنانديز: "علامة التبويب الجديدة الخاصة بالمنشورات العامة قضت على 66٪ من التفاعل لدينا ... انتهى أثر سنوات من العمل الشاق في لحظة".
وأضاف ستروهارك: "يمكن أن يشكل ذلك التحديث مشكلة للناشرين الأصغر، ومبادرات المواطنين، والمنظمات غير الحكومية الصغيرة، إذ إنهم لا يستطيعون دفع أموال لتعزيز مكانة الصفحة على "الفيسبوك"، وليس لديهم بنية تحتية للوصول الى الناس بطرق اخرى".
ومنذ زمن طويل يشهد "فيسبوك" تغييرات جذرية تُطبق على مجموعة تجريبية من قاعدة المستخدمين أولا، فعلى سبيل المثال، عندما أرادت الشركة طرح خاصية جديدة خاصة بالقصص، فعلت ذلك في أيرلندا أولا؛ وعندما أرادت تجربة تطبيق الكاميرا الجديد، فعلت ذلك في البرازيل، وعندما أرادت اختبار إضافة الإعلانات إلى تطبيق الماسنجر، فعلت ذلك في أستراليا.
ولكن في هذه الحالة، فإن التركيز على البلدان الأصغر حجما والأقل تطور، يعني أن الدول التي تمت بها تجربة تلك الخاصية الجديدة هي تلك الأكثير احتياجا لنظم إعلام غير رسمية، ويقول الصحافي الإعلامي في غواتيمالا أوتو أنجل: "إن وسائل الإعلام المستقلة في بلدي حيوية لبناء ديمقراطية جديدة ومحاربة الفساد، وفي الوقت الراهن، نستخدم خاصية الفيسبوك "لايف" لبث جلسات الاستماع القضائية في قضايا الفساد مباشرة، مع هذه "الكارثة"، نفقد حوالي 57٪ من التفاعل يوميا"، وأضاف: "إن كنت أستطيع التحدث إلى بعض الموظفين في الفيسبوك، سأسأل عما إذا كان يمكن أن يتراجعوا عن هذا المشروع".
واتهمت فرنانديز شركة "فيسبوك" بأنها ببساطة لا تهتم بما يحدث لمن يتأثرون الاختبار، فتقول: "يبدو الأمر كمل لو كانت المواقع الناشئة ليست مهمة حقا، نحن في "Soy502" عملنا بجد من أجل أن نكون موقعا إخباريا حيويا، ويحظى بالاحترام على مدار الأربع سنوات الماضية، ويمكن تدمير كل شيء على الفور".
وفى بيان صدر الاثنين قال رئيس قسم الاخبار فى الفيسبوك ادم موسرى إن الشركة "فى الوقت الحالى" ليس لديها خطط لاجراء الاختبار على نطاق أوسع، ولكنه أضاف أن الغرض من الاختبار هو معرفة ما إذا كان مستخدمو فيسبوك يفضلون الموقع إذا فُصِل بين المنشورات "الشخصية" و "العامة"، وإذا كانت النتائج إيجابية، ووجد الفيسبوك حدوث تحسن في الخصائص التي يسعى إلى تطويرها من خلال التجربة، فمن الممكن أن تتغير الخطط.
وبالنسبة لأولئك الذين يعتمدون على الفيسبوك لتنفيذ حملة سياسية، أو تبادل الأخبار العاجلة، أو مواكبة العالم، فذلك قد يكون أمرا مقلقا، فتقول فرنانديز "أنا قلقة من تأثير الفيسبوك على الديمقراطية"، "لدى إحدى الشركات سيطرة ضخمة على تدفق المعلومات في جميع أنحاء العالم، وهذا وحده ينبغي أن يبعث على القلق".