عمان - ايمان يوسف
دخلت المصورة الصحافية الأولى في الأردن، ريما البني، عالم التصوير عام 2007 كأول امرأة تعمل في هذا المجال متحدية النظرة الذكورية لهذه المهنة لثبت كفاءتها وقدرتها على النجاح، وتخرّجت البني عام 2002 من كلية الخوارزمي بعد دراسة فنون التلفزيون والتصوير، ودخلت في دورات عدّة في نفس المجال في معهد الإعلام الأردني ومعهد الإدارة وغيرها ، ثم تعيّنت في وكالة الأنباء الأردنية "بترا" كأول مصورة صحافية.
وأوضحت ريما البني، في مقابلة خاصّة مع "اليمن اليوم"، أنها تغلبت على النظرة الذكورية لمهنة التصوير الصحافي لافتة إلى أنها استطاعت بعزيمتها إثبات قدرتها على الخروج بصورة صحافية هامة ومتميزة لكن في بعض الأوقات ما زالت تشعر أن بعض الأشخاص الذين تصوّر مناسباتهم يشعرونها بالرفض من منطلق ثقافة "العيب" كونها سيدة، وتواجه البني صعوبة ثقل الأجهزة والمعدات التي تستعملها في التصوير إلا أنها اعتادت على حملها والتعامل معها .
ولم يثني الزواج ومسؤولية الأولاد الثلاثة ريما البني، عن طموحها وتقدّمها في العمل فهي تكمل دراستها حاليا في الصحافة والإعلام في جامعة الزرقاء الأهلية، معتبرة أن حبها لهذا المجال دفعها إلى إكمال دراستها في نوع من التحدي كونها امرأة تخوض العمل في مجال كان حصريا للرجال وكانت تجربة تستحق المغامرة بالفعل
وأكّدت البني أنها ترغب في تجربة التصوير الصحافي الرياضي كونها قامت بتغطية المناسبات الصحافية المختلفة كالمؤتمرات والندوات وورش العمل والاعتصامات والمسيرات والأحداث السياسية والاقتصادية، مبيّنة أن للصورة الصحافية مواصفات هامة تميزها عن الصورة العادية فالصورة الصحافية يجب أن تعبر عن الهدف الذي أخذت من أجله دون الحاجة إلى شرحها فأهم عنصر في الصورة الصحافية هو الوقت والتوقيت المناسب إضافة إلى تميزها بالحيادية والمهنية والمصداقية والتقاطها من زوايا مختلفة قائلة " إيقاف الزمن فترة لإبراز حدث لا يتكرر إلا لحظة معينة لتخبر المتلقي عن لحظة وقوعه بالضبط "
وتعتبر البني أن ظاهرة "المواطن الذي ينشر الأخبار والصور" دون أن يتحقق من مصداقيتها، تؤثر سلبًا على العمل الصحافي، مشيرة إلى أن استخدام الصحافيين لمنصات التواصل الاجتماعي له آثار مختلفة حيث أن بعض المؤسسات الإعلامية والوكالات تحدد ما سيتم نشره وفق لسياساتها مما يفرض بعض القيود على التصوير الصحافي، وتتمنى البني على الفتيات المشاركة في مهنة التصوير الصحافي حيث أن المجال لا يقتصر على الرجال فقط مؤمنة بالقول "اختر من المعارك ما تكون كبيرة بحيث تصبح لها قيمة، وصغيرة بحيث تستطيع الفوز فيها".