الغواصة"نوتيلوس"

انتشرت مزاعم أن المخترع بيتر مادسن، قام بتخريب السفينة التي كانت "كيم وال" على متنها قبالة ساحل الدنمارك، واحتُجز صانع الغواصات الهاوي في كوبنهاغن حيث تحقق الشرطة في اختفاء صحافي سويدي كان على متن سفينته قبل قيامه المزعوم بإغراقها عمدًا قبالة الساحل الشرقي للدنمارك، وقد ألقي القبض على المخترع الذي غرقت غواصته "نوتيلوس" بالقرب من كوبنهاغن يوم الجمعة، بتهمة القتل العمد من الدرجة الأولى ولكنه نفى مسؤوليته عن مصير كيم والتي تبلغ من العمر 30 عاًما.

وفقا لما ذكرته شرطة كوبنهاغن، فقد زعم بيتر أن كيم نزلت على جزيرة بعد مرور نحو ثلاث ساعات من رحلتهما ليلة الخميس، وصرح المتحدث الرسمي باسم الشرطة "جينز مولر جنسن" يوم الأحد أن الغواصة قد انتشلت من قاع البحر وفتشت ولكن لم يتم العثور على أي جثة، ومازال البحث عن كيم مستمرًا بحرًا وبرًا وجوًا، وأضاف  أن هناك مؤشرات على أن مادسن أغرق غواصته عمدًا.

وفي يوم السبت، أصدر القاضي كاري سورنسن، بعد جلسة استماع سرية استمرت ساعتين، أمرا باحتجاز مادسن في الحبس الاحتياطي لمدة 24 يوما مع استمرار التحقيق في اختفاء وال، وقال المدعي العام لويز بيدرسين إن مادسن يواجه تهمة القتل العمد من الدرجة الأولى "لقتله السويدية كيم ايزابيل فريريكا وال بطريقة مجهولة وفي مكان مجهول في وقت ما بعد الخميس 5:00 مساء".

وصرحت المحامية التي تتولى الدفاع عن مادسن "بيتينا هالد إنغمارك" أن موكلها يتمسك ببراءته، وأضافت أنه "مستعد للتعاون"، ولم يقرر ما إذا كان سيستأنف الحكم بالحبس المؤقت، وقد أفادت تقارير سويدية ودانمركية أن الصحافية المستقلة "كيم وال" كانت تكتب مقالًا عن مادسن وغواصته في نفس وقت اختفاءها، فيما أشارتعائلة كيم: "لقد شعرنا بفزع شديد عندما تلقينا أخبار اختفاء كيم خلال مهمة في الدنمارك"، واضافت العائلة أنها تعيش بين نيويورك وبكين، وقد كتبت لصحف شهيرة تتضمن صحيفة الغارديان، ونيويورك تايمز، وساوث تشاينا مورنينغ بوست، ويظهر في صفحتها على لينكيد إن إنها تكتب عن مواضيع "الهوية والجنس والثقافة الشعبية والعدالة الاجتماعية والسياسة الخارجية ونوبات التمرد".

وقد وصل مادسن إلى عناوين الصحف عندما نجح في تمويل بناء الغواصة التي تزن 40 مليون طن، ويبلغ طولها 18 مترا، من خلال التمويل الجماعي، واستكمله في عام 2008، وقد ظهر على شاشة التلفزيون الدنماركية يوم الجمعة لمناقشة غرق الغواصة وإنقاذه، أظهرت لقطات بثتها قناة "تي في 2" الدانمركية أنه ينزل من ما يبدو أنه قارب خاص ويشير بعلامة "ممتاز" أثناء سيره، وقال "إننى بخير، ولكن حزين لغرق الغواصة"، وأوضح مادسن بخصوص حادثة الغرق: "حدثت مشكلة طفيفة في أحد الخزانات، ثم تحولت إلى أزمة رئيسية" تسببت في نهاية الأمر في غرق الغواصة التي تعتبر أكبر غواصة من نوعها، وأضاف مادسن: "استغرقت نوتيلوس حوالي 30 ثانية، ولم أتمكن من إغلاق أي بوابات أو أي شيء"، وأضاف "لكني اعتقد أن ذلك كان جيدا جدا لأنه إن لم يحدث لكنت ما زلت بالأسفل".

وأعلنت الشرطة السويدية في وقت لاحق أنهم يحققون في مكان وجود وال التي قالوا إنها كانت على متن الغواصة في وقت ما، وقالت الشرطة أن "ما إذا كانت المرأة قد كانت على متن الغواصة وقت اختفائها أم لا أمر غير واضح"، وقال المتحدث باسم البحرية "اندرس دمغارد": "هو أبلغنا أن الصحافية التي كانت على متن الغواصة قد تركت الغواصة مساء الخميس، وقد كانا وحيدين على متنها أمس ".

وانتبهت السلطات إلى القضايا التي حدثت بالرحلة عندما أبلغ صديق كيم  في وقت مبكر من يوم الجمعة عن اختفائها، وقامت مروحيتان وثلاث سفن بتفتيش البحر من كوبنهاغن إلى جزيرة بورنهولم ببحر البلطيق، وقالت البحرية في البداية أن السفينة "عثر عليها" تبحر في جنوب كوبنهاغن، لكن دمغارد أكد في وقت لاحق أن الغواصة قد غرقت.

وقد أبحرت كريستيان اسباك، وهي أجابت دعوة البحرية للمساعدة في تحديد موقع الغواصة، على الفور، ورأت مادسن واقفا يرتدي زيه ذا العلامة المميزة في برج الغواصة بينما كانت لا تزال فوق الماء، وأضافت إسباك: "ثم صعد إلى داخل الغواصة، ثم كان هناك نوع من تدفق الهواء، وبدأت الغواصة تغرق، فعاد مرة أخرى وبقى في البرج حتى وصل الماء إليه"، قبل أن يسبح في قارب قريب غرقت الغواصة، وأكد دمغارد أن مادسن أخبرنا "أن لديه مشاكل فنية" ليشرح سبب فشل الغواصة في الرد على الاتصال اللاسلكي.