زياد بن بلقاسم

أكّد والد منفذ الهجوم على مطار أورلي في باريس أن ابنه "لم يكن يومًا إرهابيًا"، وقتل زياد  بن بلقاسم، 39 عامًا بعد محاولته اختطاف بندقية أحد الجنود في المطار  والفرار إلى "ماكدونالدز"، وتشير التحقيقات إلى أنّه أفرج عنه من السجن في نوفمبر/تشرين الثاني، ولكن والده - الذي لم يكشف عن اسمه الأول، كشف أنّه لم يكن متدينًا، وليس لديه صلات بجماعات متطرّفة.

وبيّن بلقاسم، أنّ ابنه لا يصلي بل ويشرب الحشيش بالإضافة إلى الكحول، مشيرًا إلى أن ابنه اتصل به، صباح يوم الهجوم، "السبت"، وقال إنه كان غاضبًا جدًا وإن حتى أمه لم تفهمه، وموضحًا أن ابنه طلب منه أن يسامحه لأنه قام بحادث مع ضابط شرطة، وتابع الوالد أنه أخبر ابنه بأنه لا يسامحه لأنه أذى الشرطي.

وأطلق المهاجم أولا طلقات من مسدس ضغط على عناصر الشرطة في إشارة مرور في الصباح الباكر، قبل أن يسارع بالتوجّه إلى مطار أورلي جنوب باريس لتنفيذ هجوم آخر، وهذا يعني أنه لم يتمكن من قتل أو جرح أي شخص مما اضطره لمحاولة سرقة بندقية أحد الجنود، الا أنه أردي قتيلا ، في اليوم الذي كان دوق ودوقة كامبريدج يزورون العاصمة الفرنسية. 
وكشف مصدر في الشرطة الفرنسية ، أن الرجل المعني  في واقعتي مطار أورلي وإطلاق النار على شرطي، هو متطرّف ومعروف لدى أجهزة الاستخبارات، وأشار قائد في الاستخبارات الفرنسية، باتريك كليفر، أن تلك العملية من شأنها أن تكشف مدى الصعوبة المتزايدة التي تواجه الجهاديين في العثور على أسلحة وذخائر ومتفجرات أخرى.

وأفاد كليفر، أن "العديد من الحوادث تبين لنا أن هؤلاء المتورطين في أعمال العنف يواجهون مشاكل لوجستية، في حيازة أسلحة"، وكان يعتقد أن بن بلقاسم منتشيًا بسبب المخدرات والكحول عندما حاول اختطاف البندقية التي تحملها شرطية في المطار حيث كان قد هاجم شرطي مرور في رينو كليو أحد الضواحي الشمالية لباريس، وأطلق بلقاسم النار على شرطي، بعد أن أوقفه لتجاوزه السرعة المحدّدة عقب قضائه ليلة في حانة، وأصيب الشرطي بجروح طفيفة .

وستحاول عملية تشريح الجثة، تحديد ما إذا كان بن بلقاسم، استخدم الكوكايين والحشيش الذي قيل إنه تعاطاهم في حانة في وقت متأخر من ليلة السبت، قبل وفاته، وكان من المفترض أن بن بلقاسم خاضع إلى تقارير لشرطية تحت شروط الكفالة مرتبطة بعملية سطو مسلح، وكانت هناك مخاوف من أنه قد يتطرّف في السجن، وكان آخر هجوم إرهابي كبير في فرنسا استخدمت فيها الأسلحة والمتفجرات في تشرين الثاني عام 2015، عندما قتل 130 شخصًا وأصيب 368 بجروح من قبل عناصر انتحارية تابعة إلى "داعش" في باريس، ومنذ ذلك الحين يتردد تجار الأسلحة على نحو متزايد لتزويد المتطرّفين بالأسلحة، وكان هناك أيضا فرض قيود صارمة على حيازة الأسلحة من قبل السلطات الفرنسية.