لندن ـ كاتيا حداد
قرَّر دوق أدنبره الأمير فيليب زوج ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، التقاعد عن الواجبات العامة في الصيف المقبل. وأوضح قصر باكنغهام أنه هذا القرار يحظى بدعم كامل من الملكة. وبعد فترة وجيزة من الإعلان عن هذه الأخبار انضم الأمير فيليب إلى الملكة في قصر "سانت جيمس" لتناول الغداء والحصول على وسام الاستحقاق، حيث قال له عالم الرياضيات السير مايكل أتيا "آسف لسماع أنك ستتقاعد"، فردَّ فيليب "حسنا لا أستطيع الاستمرار أكثر من ذلك". وتم الإعلان عن تقاعد الأمير فيليب الذي يتم 96 عاما في 10 يونيو/ حزيزان في الحفل الملكي أمام الموظفين الملكيين في قاعة قصر باكنغهام الخميس.
وذكرت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، أن فيليب مثّل دعما ثابتا للملكة، بينما أشاد زعيم حزب العمل جيريمي كوربين الجمهوري المعروف بإحساسه الواضح بالواجب العام، وتم تسليط الضوء على جوائز دوق أدنبره التي حصل عليها عام 1956، وهي الآن أبرز جوائز الإنجاز الشبابية في العالم في 141 بلدا. وأكد أحد المساعدين أن قرار التقاعد ليس طبيا، مضيفا لقد "قرر الدوق أن هذا هو الوقت المناسب للتقاعد، حيث بلغ عمره 96 عاما وعادة ما تتقاعد الناس قبل 30 عامًا من هذا العمر". وقال قصر باكنغهام في بيان له " يحظى قرار الدوق بدعم كامل من الملكة، وسيحضر الارتباطات المقررة من الأن حتى أغسطس/ أب سواء بشكل فردي أو برفقة الملكة، وبعد ذلك، لن يقبل الدوق دعوات جديدة للزيارات والالتزامات، على الرغم من أنه ربما يختار حضور بعض المناسبات العامة من وقت لآخر، وتواصل الملكة اليزابيث تنفيذ برنامج كامل من المشاركة الرسمية بدعم من أفراد العائلة المالكة".
وشارك الأمير فيليب منفردا في 22,191 حدث وقدم 5,493 خطبة في 7 عقود، ولم يحصل على اللقب الرسمي "أمير كونسرت" على الرغم من عرضه عليه، ولديه واحدة من أكثر يوميات العائلة المالكة ازدحاما، حيث قام العام الماضي بعقد اجتماعات رسمية وزيارات في 110 يوما، ويعني ذلك أن الملكة ستحضر الكثير من المناسبات بمفردها أو ربما يرافقها أعضاء أصغر سنا من العائلة المالكة، وكان دوق ودوقة كامبريدج قد أعلنا في يناير / كانون الثاني أنهما سينتقلان من "نورفولك" إلى لندن، حيث تخلى وليام عن وظيفته كطيار هليكوبتر إسعاف جوي في الصيف بهدف الحصول على المزيد من الواجبات الملكية.
ويقضي الأمير فيليب المزيد من الوقت في "وندسور" مستمتعا بوقت فراغه، وهو لا يزال سائقًا نشطيًا حيث شوهد يقود عربته ذات الخيول في وندسور في الآونة الأخيرة في مارس/ أذار، كما يحب الرسم الزيتي والهواء الطلق، ويقيم حفلات شواء أسطورية وفقا لما ذكره رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون على "تويتر". ويواصل الأمير فيليب ارتباطاته مع أكثر من 780 منظمة يرعاها، وتشمل مجالات اهتمامه الخاصة البحوث العلمية والتكنولوجية والصناعة والبيئة والرياضة، وألّف 14 كتابا، ووصفته الجمعية الخيرية للحفاظ على الطبيعة بكونه بطل حقيقي، بينما تمنت له جمعية Muscular Dystrophy UK تقاعد جيد وسعيد، فيما أعربت منظمة Book Aid International أن دعم الدوق لها كان امتياز وشرف، وعبر عميد الكنيسة الملكية في اسكتلندا عن شكره للدوق البارع على تعزيزه غير المحدود للمنظمات في جميع أنحاء البلاد.
ونُقل الأمير فيليب في السنوات الأخيرة إلى المستشفى في عدة مناسبات لجراحة البطن والتهابات المثانة وانسداد الشريان التاجي، وتبين أنه كان يفكر في التقاعد في عيد ميلاده التسعين عندما تنحى عن منصبه كرئيس أو راعٍ لأكثر من 10 منظمات. وقال فيليب في مقابلة مع "بي بي سي": "أقدِّر أنني فعلت أشياء كثيرة، من الأفضل الخروج قبل أن يصبح وجودي غير مرغوب فيه". وعند زواجه تخلى الأمير فيليب عن مهنته البحرية الواعدة إلا أنه حصل في عيد ميلاده التسعين على لقب اللورد الأمير والرئيس الفخري للبحرية باعتبارها تحية حنونة لمساهماته.
وكان عمدة لندن صادق خان من بين من أشادوا بالدوق ليس فقط لواجباته الملكية منذ لمدة 7 عقود، ولكن أيضا لقتاله من أجل بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية في البحرية الملكية، وتمت الإشارة الى شجاعة فيليب خلال معركة "كيب ماتابان". واحتفلت العائلة المالكة بالذكرى السنوية للزفاف البلاتيني مع الملكة في نوفمبر/ تشرين الثاني، وأحيانا ما تترجم روح الفكاهة إلى عناوين لا تزعج الأمير في الصحف مثل "الأمير الغافي"، وفي حين أشاد الكثيرون بالامير فيليب، فغرّد وزير أعمال حكومة الظل تشي أونوراه: " تهانينا على التقاعد للأمير فيليب في التوقيت الذي اختاره من الوظيفة التي حظى بها #forthemanynotthefew #waspi " في إشارة إلى حملة نساء ضد عدم المساواة في المعاشات التقاعدية للدولة.