واشنطن ـ يوسف مكي
يتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع المقبل، أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس وليس تل أبيب كعاصمة لإسرائيل، ما قد يؤدي إلى فوضى كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، حيث أشار مسؤول كبير في الإدارة الأميريكية لوكالة "رويترز" الإخبارية، إلى أن ترامب قد يصدر الإعلان يوم الأربعاء، مضيفًا "أنه إذا ما قام ترامب بذلك، سيوجه ضربة قاسية للسلام في الشرق الأوسط".
ويذكر أن القدس التي تضم مواقع مقدسة للديانات الإسلامية واليهودية والمسيحية، كانت مقترحة بأن تكون عاصمة لكل من دولة إسرائيل ودولة فلسطين، لكن لم يعترف المجتمع الدولي بالادعاء الفلسطيني، ولم يعترف أيضًا بالادعاء الإسرائيلي بالتقسيم الذي شهدته المدينة بعد حرب الشرق الأوسط عام 1967، ولكن في عام 1995، صدر قانون لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ووقع كل رئيس منذ ذلك الحين كل ستة أشهر لإيقاف هذا النقل، أملًا في عدم زيادة اتساع الخلافات القائمة في المنطقة، وبدلًا من ذلك، قالوا إن وضع القدس يجب أن يتقرر فقط في المفاوضات.
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية العام الماضي، بأن الولايات المتحدة ستنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، لكن في حزيران / يونيو تنازل عن هذا الشرط قائلًا إنه يريد "تعظيم الفرص" لدفع الولايات المتحدة إلى ما وصفه بـ "الاتفاق النهائي" للسلام الإسرائيلي الفلسطيني، ولم تحرز تلك الجهود سوى تقدم ضئيل، إن وجد، حتى الآن، ويشكك كثير من الخبراء في احتمالات نجاح تلك المفاوضات.
وفي هذا الصدد، قال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل سيؤدي إلى "تدمير عملية السلام" و"زعزعة استقرار المنطقة"، ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن بيترا قوله "إن العاهل الأردني الملك عبدالله حذر خلال زيارته واشنطن هذا الأسبوع، المشرعين، من أن نقل السفارة "يمكن أن يستغله الإرهابيون ليثيروا الغضب والإحباط واليأس".
غير أن هذه الخطوة يمكن أن تساعد في إرضاء القاعدة اليمينية المؤيدة لإسرائيل - وخاصة المسيحيين الإنجيليين - التي ساعدت ترامب على الفوز بالرئاسة، كما يرضي الحكومة الإسرائيلية، وهي حليف وثيق للولايات المتحدة، حيث أن بعض من كبار مساعدي ترامب دفعوه بشكل خاص للحفاظ على وعد حملته الانتخابية.
وعلى الرغم من المكاسب القصيرة الأجل التي ستتحقق له، فإنه قد يظل متمسكًا بالبرنامج المعمول به ويوقع تنازلًا عن نقل السفارة من تل أبيب لمدة ستة أشهر أخرى، وقال المسؤولون إنه في الوقت الذي يسعى فيه إلى تخفيف مخاوف مؤيديه، فإن هناك خيارًا آخر قيد النظر، وهو أن يأمر مساعديه بوضع خطة طويلة الأجل لنقل السفارة، ليوضحوا عزمه على القيام بذلك في نهاية المطاف.