باريس - مارينا منصف
أعلن المرشح الرئاسي الفرنسي فرانسوا فيون، عن استمراره في سباق الانتخابات الرئاسية، واصفًا الاتهامات بالتزوير ضده بكونها "اغتيالًا سياسيًا"، وكان هناك تكهنات بتنحي فيون، فيما أخبر الصحافيين أن محاميه تلقوا استدعاء من القضاة صباح الأربعاء، مؤكدًا أنه سيتم اتهامه بارتكاب سلسلة من جرائم الفساد في 15 مارس/ أذار، قبل 5 أسابيع من ذهاب الشعب الفرنسي إلى صناديق الاقتراع، لاختيار الرئيس المقبل للدولة.
واتُهم فيلون بدفع مئات الآلاف من الجنيهات لزوجته، عن التظاهر بكونها مساعد برلماني له، وفي غضون ساعات من بيان فيون أعلن مساعد مقرب له عن استقالته، متهمًا المرشح بالتراجع عن كلمته. وكانت زوجته البريطانية "بنيلوب"، احتُجزت صباح الأربعاء، إلا أن المصادر القضائية لم تؤكد ذلك، وألغى فيون الذي نفى مزاعم اتهامه الظهور العلني، الذي كان مقرر له بعد ظهر الأربعاء، مشيرًا إلى أنه لم يتم اتباع الإجراءات القانونية بشكل صحيح، في المزاعم التي وصفها بكونها "اغتيالًا سياسيًا".
وبدأ تحقيق قضائي في اتهامات بالاختلاس، وإساءة استخدام الأموال العامة، وجميعها اتهامات تحمل عقوبة بالسجن، ربما تصل إلى 10 أعوام، وتحدث فيون في مؤتمر صحافي للناخبين، موضحًا أن "الاتهامات مقصودة تمامًا لمنعي من أن أكون مرشحًا للانتخابات الرئاسية"، متعهدًا بأنه "لن يستسلم ولن ينسحب، رغبته في الخدمة أكبر من هذه الاتهامات، وستفعلها عائلته على الرغم من كل ما تم القيام به، الشعب فقط هو من يقرر، فرنسا أكبر من أخطائه وأكبر من الصحافة وأكبر من استطلاعات الرأي".
وتم احتجاز بينيلوب زوجة فيون، في وقت سابق الأربعاء، بعد مداهمة الشرطة لعقار مرتبط بفضيحة الاحتيال، وواجه فيون هتافات مضادة في كل ظهور علني له تقريبًا، بعد وضعه في مركز تحقيق جنائي بتهمة الاحتيال، وأنكر كل من فيون وزوجته هذه الادعاءات، إلا أن زوجته لم تلفظ بأي كلمة علنًا، منذ اندلاع الفضيحة في 24 يناير/ كانون الثاني، واختفت عن أنظار الرأي العام، واتُهم فيون بالدفع لاثنين من أكبر أبنائه، هما تشارلز وماري من الأموال العامة عندما كانوا طلاب.
وعلى الرغم من ذلك رفض فيون الانسحاب باعتباره مرشحًا عن حزب الجمهوريين المحافظ في الانتخابات ذات الجولتين، التي تجري في أبريل/ نيسان، ومايو/ أيار، وتعد زيارة Paris Agricultural Salon أمرًا حاسمًا، لمن سيكون الرئيس الفرنسي، باعتبارها بلدًا تحافظ على قطاع زراعي ضخم، وأطلقت حملة فيلون بيانًا، جاء فيه "تم تأجيل زيارة فرانسوا فيون للصالون الزراعي الدولي".
واحتشد المتظاهرون بالفعل عند مدخل المعرض الزراعي، ويحمل الكثيرون منهم الأواني لإصدار ضجيجًا من صوتها وهو تقليد يشير إلى الاعتراض ضد السياسيين المتهمين بالاحتيال، وتعد كلمة ‘Casseroles’ من العامة الفرنسية للتعبير عن الفضائح، وبالتالي تم استخدام أدوات المطبخ للتعبير عن الاعتراض.
وطارد الكثير من المعارضين، فيون، حتى أنه أوضح في مطلع الأسبوع، أن فرنسا على شفا حرب أهلية، وتمت السخرية من هذه المزاعم، وهاجم وزراء في الحكومة الاشتراكية، فيون في محاولة لتصوير الاحتجاج الديمقراطي كعصيان، وحتى إعلان هذه الاتهامات كان فيون المرشح الأوفر حظًا ليصبح رئيسًا، إلا أن التأييد الشعبي له أنهار حاليًا.
ويتوقع حاليًا أن تفوز اليمينية المتطرفة ماريان لوبان، مرشحة حزب الجبهة الوطنية في الجولة الأولى من الانتخابات، على الرغم من مواجهتها لفضيحة وظائف وهمية لها، ويتوقع أن يفوز إيمانويل ماكرون، المرشح المستقل، الذي شغل منصب وزير المال سابقًا، وأشاد الحلفاء المحافظون بالسيد فيون، لالتزامه تجاه حملته المتعثرة على الرغم من اتهامات الفساد التي تلاحقه.
وتحدث برنار دوبريه بعد بيان فيون، الأربعاء، قائلًا هل مازلنا ننعم بالديمقراطية؟ هل سنسمح للشعب الفرنسي بالتعبير عن نفسه في جو هادئ؟ إنه يفعل الشيء الصحيح"، واتفق ديبيري مع فيلون على أن التحقيق في اتهامات الوظائف الوهمية لأفراد أسرته، يهدف إلى عرقلة حملته الرئاسية، وذكرت نادين مورانو من الحزب الجمهوري، "علينا احترام اختياره حتى إن لم يكن سهلًا"، فيما أوضح ماكرون المرشح المنافس الذي يتبع التيار الوسطي أنه من المهم للمحققين أن يقوموا بعملهم.