رئيس وزراء كندا جاستين ترودو

 أعلن رئيس وزراء كندا جاستين ترودو، ان مسؤولين في المخابرات الكندية (وليس هو شخصياً) استمعوا الى تسجيل صوتي يتعلق بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول الشهر الماضي. وبذلك يكون أول زعيم غربي يؤكد ادعاءات تركيا بشأن وجود تسجيلات حول هذه القضية.

ووفقاً لصحيفة الـ"غارديان" البريطانية، فقد اعترف رئيس الحكومة الكندية أنه لم يسمع التسجيلات شخصياً، إلاّ أنه أُخبر بمحتواها. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن يوم السبت الماضي أنه قدم التسجيلات إلى "المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والألمان والفرنسيين والبريطانيين وللجميع"، ولكن في البداية لم يكن هناك تأكيد من أي مسؤول في هذه الدول على استماعه الى هذه التسجيلات.

وقال ترودو خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر السفارة الكندية في باريس،  حيث حضر منتدى للسلام بعد احتفالات انتهاء الحرب العالمية الأولى، أمس الإثنين، إنّ "المخابرات الكندية استمعت إلى التسجيل الصوتي الذي قدمته المخابرات التركية". وأضاف: "إن وكالات الاستخبارات الكندية تعمل بشكل وثيق للغاية بشأن هذه المسألة مع المخابرات التركية" مشيرا إلى أنّ "كندا على علم تام بما تبلغته من تركيا."

وتابع ترودو يقول، إنه تطرق إلى الموضوع في مكالمة هاتفية أجريت قبل أسبوعين مع الرئيس أردوغان ، وكذلك خلال لقاء وجيز جمعهما هذا الأسبوع في باريس.

في المقابل ، قال وزير الخارجية الفرنسي ، جان إيف لو دريان، أن فرنسا لا تمتلك أي تسجيلات صوتية تتعلق بمقتل خاشقجي "على حد علمه"، وهو ما يتناقض بشكل مباشر مع تصريحات أردوغان.  وأجاب لودريان على سؤال عما إذا كان أردوغان يكذب في تصريحاته قائلا: "هذا يعني أن لديه لعبة سياسية في هذه الظروف .. إذا كان لدى الرئيس التركي معلومات ليقدمها لنا ، فيجب أن يعطينا إياها ".
وردت تركيا على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، وقالت إنها "غير مقبولة وليست انعكاسا للحقائق". و قال فهرتين ألتون ، مدير الاتصالات في الرئاسة التركية: "دعونا لا ننسى أن هذه القضية قد تمت تغطيتها بالفعل لولا جهود تركيا ".
وأضاف: أن المسؤولين البريطانيين استمعوا إلى التسجيلات، ولكن لم يتم منحهم نسخة منها، وهو وضع من شأنه أن يوازي إدعاء لو دريان بأن فرنسا لا تملك أي تسجيلات. وقال ألتون: "أؤكد أن الأدلة المتعلقة بجريمة خاشقجي أبلغت أيضًا الى الوكالات ذات الصلة داخل الحكومة الفرنسية".
وأضاف أن أحد ممثلي المخابرات الفرنسية استمع إلى التسجيل الصوتي والمعلومات التفصيلية بما حدث في 2 أكتوبر/تشرين الأول يوم مقتل الصحفي خاشقجي. وتابع: "إذا كان هناك سوء اتصال بين الوكالات الحكومية الفرنسية المختلفة ، فإن الأمر متروك للسلطات الفرنسية - وليس لتركيا - لرعاية هذه المشكلة."

وفي برلين، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سيبرت، إن بلاده حصلت على معلومات من الاستخبارات التركية بشأن مقتل خاشقجي. وردا على تساؤلات الصحفيين بشأن ما إذا كان الجانب التركي أطلع ألمانيا على معلومات جريمة خاشقجي؟ قال المتحدث: "نعم جرى تبادل معلومات على مستوى الاستخبارات". ورفض سيبرت تقديم أي توضيحات بشأن طبيعة المعلومات التي تلقتها الاستخبارات الألمانية من نظيرتها التركية.

وكانت مصادر بريطانية قد قالت في وقت سابق، إنه تم إطلاعها على محتويات شريط مزعوم، لكن نظرا لحساسية تبادل المعلومات الاستخبارية ، رفضت الحكومة الإدلاء بمزيد من التفاصيل.