القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمعاداة السامية بعد أن أشار إلى أن اليهود يتحملون مسؤولية الهولوكوست. واقترح عباس في خطابه أمام اجتماع نادر للمجلس الوطني الفلسطيني، أن "الوظيفة الاجتماعية" لليهود في القطاع المصرفي أدت إلى مذابح سابقة.
نتانياهو يتهم خطاب عباس بمنتهى الجهل والمرارة والوقاحة:
واتهمته وزارة الخارجية الإسرائيلية بتأجيج "الكراهية الدينية ضد الشعب اليهودي وإسرائيل". وقال نتانياهو على تويتر "يبدو أنه كان منكرًا للهولوكوست. إنني أدعو المجتمع الدولي إلى إدانة أبو مازن (عباس) لمعادات السامية". وقال "محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، أعطى خطابًا معاديًا للسامية. بمنتهى الجهل والمرارة والوقاحة، وادعى أن اليهود الأوروبيين يتعرضون للاضطهاد والقتل ليس لأنهم يهود ولكن لأنهم قدموا القروض مع الفوائد مضاعفة".
وقال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب جيسون جرينبلات "السلام لا يمكن أن يبنى على هذا النوع من الأساس". وجاءت هذه التصريحات بعد أن اقترح عباس الذي واجه اتهامات بمعادية السامية من قبل في خطاب أمام اجتماع نادر للمجلس الوطني الفلسطيني مساء الاثنين، وقال "إن علاقات اليهود بالقطاع المصرفي أدت إلى عداوة ضدهم".
كراهية اليهود ليست بسبب دينهم بل بسبب وظيفتهم الاجتماعية المتعلقة بالبنوك والربا:
وقال عباس في كلمته أيضا إن اليهود الذين انتقلوا إلى أوروبا كانوا كل 10-15 سنة يتعرضون لمذبحة من دولة ما، منذ القرن الحادي عشر حتى الهولوكوست. لكن لماذا حدث هذا؟ وقال الرئيس الفلسطيني مشيرا إلى ثلاثة كتب لمؤلفين مختلفين يقولون إن الكراهية لليهود ليست بسبب دينهم، إذا المسألة اليهودية التي كانت منتشرة في أوروبا ضد اليهود، ليست بسبب دينهم بل بسبب وظيفتهم الاجتماعية المتعلقة بالبنوك والربا ".
وقارن هذا الأمر باليهود في الدول العربية، حيث قال إنه لم يواجه اضطهادًا مماثلًا. وقال ديفيد فريدمان سفير الولايات المتحدة في إسرائيل على موقع "تويتر" في وقت متأخر من مساء الثلاثاء إن عباس "وصل إلى مستوى "وضيع" جديد في نسب سبب مذابح اليهود على مر السنين لسلوكهم الاجتماعي فيما يتعلق بالفائدة والبنوك." وأضاف "بالنسبة لجميع الذين يعتقدون أن إسرائيل هي السبب في عدم وجود سلام لدينا، نرجوك ان تفكر مرة اخرى". وقال جرينبلات إن التعليقات كانت "مؤسفة للغاية ومثيرة للقلق للغاية ومثبطة للهمم"، داعياً إلى "إدانة غير مشروطة من قبل الجميع".
وقال ايمانويل نحشون المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ملاحظات عباس غير مقبولة، وأضاف نحشون أن "معاداة السامية" التي وصف بها عباس "أصبحت أكثر صدمة لأنه يقدم نفسه على أنه يريد تحقيق السلام مع إسرائيل". وأدان الاتحاد الأوروبي عباس قائلاً : "ملاحظات غير مقبولة". وقال متحدث باسم الخدمة الدبلوماسية بالاتحاد الأوروبي في بيان "الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 30 ابريل/نيسان يحتوي على تصريحات غير مقبولة تتعلق بأصول الهولوكوست وشرعية إسرائيل ومثل هذا الخطاب لن يؤدي إلا إلى أيدي أولئك الذين لا يريدون حل الدولتين، وهو ما دعا إليه الرئيس عباس مراراً وتكراراً".
ويأتي هذا الخلاف بعد أن انهارت العلاقات بين الولايات المتحدة والقيادة الفلسطينية بسبب الخطة الأميركية المثيرة للجدل الرامية إلى نقل سفارتها الإسرائيلية من تل أبيب إلى القدس. وأثارت هذه الخطوة، التي من المقرر أن تنتهي في 14 مايو/أيار، احتجاجات كبيرة من جانب الفلسطينيين، الذين يعتبرون القدس عاصمة لهم، ودفعوا عباس إلى قطع العلاقات مع إدارة ترامب.