موسكو ـ ريتا مهنا
أعلن فلاديمير بوتين، أنه يعتزم إعادة انتخابه لمدة ست سنوات كرئيس روسي مرة أُخرى، بعدما ظل الرئيس البالغ من العمر 65 عامًا، في السلطة سواء كرئيس أو رئيس للوزراء منذ عام 2000، وإذا تنافس فمن المتوقع أن يفوز بالولاية الرئاسية الرابعة في مارس/آذار، وسيكون مؤهلًا لخدمة بلاده لمدة ست سنوات أخرى حتى عام 2024، عندما يبلغ 72عاما، حيث تظهر استطلاعات الرأي للمسابقة أنه سيفوز بالانتخابات بشكل مريح، مما يهيئ له الفرصة لتمديد هيمنته على المشهد السياسي الروسي إلى عقد ثالث.
وقال بوتين أمام جمهور العمال في مصنع لصناعة السيارات في مدينة "نيجني نوفغورود" في "فولغا" :"سأقدم ترشيحي لمنصب رئيس الاتحاد الروسي", مضيفا انه "لا يستطيع العثور على مكان أفضل لإعلان ترشيحه"، وقبل عدة ساعات، سُئل عن نواياه في موسكو، وأشار إلى أنه سيعمل ولكن لم يعلن عن عرضه.
وكان بوتين قد تولى منصبين رئاسيين في الفترة من 2000 إلى 2008، ثم انتقل إلى مقعد رئيس الوزراء بسبب حدود المده الرئاسية، لكنه استمر في توجيه المشهد السياسي بينما كان حليفه، ديمتري ميدفيديف، يشغل منصب نائب الرئيس.
وقد مدد "ميدفيديف" فترة الرئاسة إلى ست سنوات ثم تنحى للسماح بوتين باستعادة الرئاسة في عام 2012، وتظهر دائما تقييمات بوتين التي حازت على أعلى نسبة وهي 80 % و التي تجعله واثقًا من الفوز في الجولة الأولى بسهولة، وقد أشاد به الحلفاء كأب للوطن والذي أعاد الفخر الوطني ووسع نفوذ "موسكو" العالمي بالتدخلات في سورية وأوكرانيا، بينما يتهمه منتقديه بالإشراف على نظام استبدادي فاسد وضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وهي خطوة عزلت روسيا.
أما التحدي الذي يواجه بوتين ليس من مرشحين آخرين فلا أحد يبدو قادرًا على مواجهته، فستكون أصعب مهامه هي تعبئة الناخبين الذين يظهرون علامات اللامبالاة لضمان الإقبال الكبير الذي ينظر إليه في الحدود الخاضعة للسيطرة المشددة للنظام السياسي الروسي لإضفاء الشرعية عليه، وقد أعلن كل من قدامى المحاربين السابقين - الرئيس الشيوعي "جينادي زيوغانوف"، المتطرف القومي" فلاديمير جيرينوفسكي" والزعيم الليبرالي "غريغوري يافلينسكي" عن نيتهم في الترشح، ومن المحتمل أن تنضم اليهم "كسينيا سوبتشاك" وهي مضيفة تليفزيون لامعة، وهي ابنة عمدة سان بطرسبرغ. السابق "اناتولي سوبتشاك" الذي كان رئيس بوتين في التسعينات، كما يريد "أسيي نافالني"، الخصم السياسي لبوتين أن ينضم لسباق الرئاسة على الرغم من إدانته بدوافع سياسية تحرمه من الانضمام إلى الحملة، وقد نظم حملة شعبية ومسيرات في جميع أنحاء روسيا لرفع الضغط على الكرملين للسماح له بالتسجيل في السباق.
وفي حين أن انتخابات العام المقبل في مارس تخلو من التشويق الحقيقي حول من سيفوز، فما يلي ذلك هو أكثر إثارة ولا يمكن التنبؤ به، فكل الاهتمام منصب علي ما سيحدث بعد انتهاء ولاية بوتين في النهاية - بموجب الدستور الحالي، فليس هناك خليفة واضح، وفي حالة إعادة انتخابه العام المقبل، سيتعين عليه اختيار ما اذا كان سيترك "ديمتري ميدفيديف" ليكون رئيسا للوزراء أو يعيين شخصا آخر، وسيؤدي هذا القرار إلى إطلاق جولة من المؤامرات على الخلافة، حيث أن من يشغل منصب رئيس الوزراء غالبا ما ينظر إليه على أنه وريث للرئيس.