الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لتجنّب التصعيد في سورية بعد إسقاط طائرة حربية إسرائيلية في المنطقة السبت، وقال الرئيس الروسي لنتنياهو في مكالمة هاتفية له مساء السبت، إنه ستكون لهذا الفعل "عواقب وخيمة على المنطقة".

وذكرت صحيفة "هآرتس" في وقت سابق أن إسرائيل أكملت للتو جولة ثانية من عمليات القصف ضد القوات السورية وما تقول إنها منشآت إيرانية في البلاد وتنظر في مزيد من الضربات ردا على فقدان الطائرة النفاثة، لكن بوتين، الذي أمضى أعواما في دعم نظام الأسد على أمل وقف التدخل الأميركي، ووضع نهاية سريعة للمواجهة.

وبدأ تبادل إطلاق النار بعد أن اتهمت إسرائيل إيران بالتحليق بطائرة دون طيار إلى أراضيها، وهو ادعاء نفته إيران في وقت لاحق، ودفع ذلك الطائرات الإسرائيلية إلى ضرب منطقة في سورية يعرف أن القوات الإيرانية تحتلها، إذ أسقطت طائرة واحدة عندما عادت إلى إسرائيل، ونجا الطياران لكن أحدهما أصيب بجروح خطيرة، وتعد هذه المرة الأولى التي تُفقد فيها طائرة إسرائيلية في القتال منذ العام 1982.

وقالت إسرائيل عقب فقدان الطائرة إنها نفّذت ضربات أدت إلى تدمير 12 موقعا عسكريا، من بينها أربعة مواقع يزعم أنها احتلتها القوات الإيرانية، واعترف نتنياهو بدعوته إلى بوتين مساء السبت قائلا إنه أبلغه باعتزام إسرائيل مواصلة الدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء، ومنع إيران من إقامة وجود "في سورية أو في أي مكان آخر".

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنه "غير مقبول على الإطلاق خلق تهديدات لحياة وأمن الجنود الروس"، وبعض الأهداف التي ضربها القصف الإسرائيلي قريبة من المكان الذي يخدم فيه الأفراد الروس.

وكان نتنياهو حريصا على التصريح بنجاح الغارات الجوية خلال اجتماع لمجلس الوزراء صباح الأحد، ولكن لم يشر إلى مزيد من الضربات، وقال: "لقد وجهنا السبت ضربة قوية للقوات الإيرانية داخل سورية, وأوضحنا للجميع أن قواعد الاشتباك الخاصة بنا لن تتغير بأي شكل من الأشكال، وسنستمر في إيذاء أي شخص يحاول أن يضر بنا.. وهذه سياستنا وستظل إلى الأبد".

وتحدث وزراء إسرائيليون آخرون عن رفضهم قبول إيران ترسخا عسكريا في سورية، كما قال نتنياهو مرارا وتكرارا، وتنكر طهران دائما قيامها بذلك، وفي حين قال العديد من المحللين إنهم لم يتوقعوا تصعيدا إضافيا في الأيام المقبلة، تحدث البعض عن إمكانية دخول الحرب السورية مرحلة جديدة.

وقال "عوفر زلزبرغ" من فريق البحث الدولي التابع لمجموعة الأزمات الدولية، إن سورية أصبحت أكثر جرأة في محاولة لوقف الضربات الإسرائيلية داخل البلاد بينما تريد إسرائيل الحفاظ على قدرتها على العمل هناك عندما ترى ذلك مناسبا، وسعت إسرائيل إلى الابتعاد عن التدخل المباشر في الحرب السورية إلا أنها تعترف بتنفيذ عشرات الضربات الجوية هناك لوقف ما تصفه بتسليم أسلحة متطورة إلى "حزب الله الشيعي اللبناني".

وخاضت إسرائيل حربا مدمرة في عام 2006 مع حزب الله، والتي تدعم مع إيران وروسيا النظام السوري في الصراع، وقال "زالزبرج": "أعتقد بأن هذا الحادث يحتمل إنهاؤه لأن ذلك هو محاولة تدريجية لإعادة التفاوض بشأن ما يسمى بقواعد اللعبة"، مضيفا أنه يتعين على روسيا التوسط  وقال شهود عيان إن إسرائيل نشرت نظاما للدفاع الصاروخي في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل بالقرب من خط ترسيم الحدود مع سورية صباح الأحد.

يذكر أن الأحداث بدأت السبت مع إسقاط إسرائيل ما وصفته بأنه طائرة استطلاع إيرانية دخلت المجال الجوي الإسرائيلي من سورية، وهو ما نفته طهران، ونفذت إسرائيل ما وصفته بضربات جوية واسعة النطاق داخل سورية، بما في ذلك ضد ما وصفته بأنه أهداف إيرانية.​