واشنطن ـ يوسف مكي
سخر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، صباح يوم الخميس من محاولة الصين كبح جماح كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، في الوقت الذي أكد فيه أن جونغ أون يريد إبقاء شعبه في حالة فقر، وقال "يبدو أن المبعوث الصيني الذي عاد لتوه من كوريا الشمالية لم يكن له أي تأثير على رجل الصواريخ الصغير، ومن الصعب تصديق شعبه، والجيش، والذين يعيشون في مثل هذه الظروف الرهيبة"، موضحا أن روسيا والصين أدانتا إطلاق كوريا لصاروخ.
وذكرت وسائل الإعلام الحكومية الكورية أن الصاروخ اطلق من مركبة حديثة التطور، وأن الرؤوس الحربية يمكن أن تصمد أمام الضغط من أجل الدخول إلى الغلاف الجوي، مما يعد تقدما فنيا هاما. وقال بيان رسمي للبيت الأبيض بشأن الحديث مع الرئيس الصيني شي "إن الرئيس ترامب أكد تصميم الولايات المتحدة على الدفاع عن أنفسنا وحلفائنا من التهديد المتزايد الذي يشكله النظام الكوري الشمالي". وأكد الرئيس ترامب على ضرورة أن تستخدم الصين كل الوسائل المتاحة لاقناع كوريا الشمالية بإنهاء استفزازاتها والعودة إلى طريق نزع الأسلحة النووية ".
وأعلنت كوريا الشمالية، يوم الثلاثاء، أنها أطلقت صاروخا من طراز "هواسونغ15" وهو صاروخ باليستي عابر للقارات، بعد أن أدعى النظام أنه يمكن أن يحمل "رأس حربي نووي كبير جدا".
وقالت "إن كيم جونغ يون أعلن بكل فخر أننا قد أدركنا الآن القضية التاريخية العظيمة لإنجاز القوة النووية للدولة"، وأضافت "أن النجاح الكبير في اختبار اطلاق الصاروخ هواسونغ -15 هو انتصار لا يقدر بثمن فاز به الشعب العظيم والبطولي في كوريا الديمقراطية.
وحذر وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس، يوم الثلاثاء، من أن كوريا الشمالية لديها الآن القدرة على ضرب "كل مكان في العالم"، وأن الاختبار الصاروخي الأخير تخطى الاختبارات السابقة. وقال البنتاغون إن الصاروخ الاختباري سافر نحو 620 ميلا وهبط على مسافة 200 ميل بحري من ساحل اليابان.
وأعلنت كوريا الشمالية في بث على تلفزيون الدولة أن الصاروخ وصل الى 2780 ميلا، أي أكثر من عشرة أضعاف ارتفاع المحطة الفضائية الدولية، وطار 600 ميل خلال رحلته البالغة 53 دقيقة، وتحرق كوريا الشمالية عمدا صاروخها على مسار شبه عمودي. وتعهد الرئيس ترامب بمعالجة الوضع، في مقابلة قصيرة مع صحافيين، ولكن لم يدل بمزيد من التفاصيل.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان الاستبداد الذي قام به كيم جونغ أون قد غير استراتيجيته في المنطقة قال ترامب"لم يتغير شيء، لدينا نهج جاد جدا ولم يتغير شيء، ونحن نأخذ الأمر على محمل الجد".
وأعربت الصين عن قلقها الشديد إزاء هذا الاختبار الجديد، حيث دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الولايات المتحدة إلى تعليق التدريبات العسكرية في المنطقة مقابل تجميد كوريا الشمالية لبرنامجها الصاروخي. وقد رفضت واشنطن ذلك النهج من قبل.
وقال جينغ شونغ، المتحدث باسم الخارجية الصينية، في مؤتمر صحافي دوري، إن الصين تأمل في أن تعمل كافة الأطراف على "التسوية السلمية" للقضية؛ لأن الخيار العسكري ليس هو الحل لحل الأزمة. وقال جينغ إن بكين تحث بشدة كوريا الشمالية على احترام قرارات الأمم المتحدة، ووقف الاجراءات التي تزيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية".
مضيفا " أنه في الوقت نفسه نأمل أيضا أن تتصرف الأطراف المعنية بحذر للعمل معا من أجل السلام والاستقرار في هذه المنطقة". وفي الوقت نفسه وصف الكرملين هذا الإطلاق بأنه "عمل استفزازي" ودعا إلى الهدوء من جميع الأطراف.
أما رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، وصف إطلاق الصاروخ بأنه عمل لا يطاق وعنيف، ومن جانبه وصف الرئيس الكوري الجنوبي، مون غاي، العمل بالمتهور، في إدانة لسلوك بيونغ يانغ.
كما دان وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، هذا الإطلاق، قائلا إنه غير قانوني ولا يمثل طريقا للأمن والأزدهار لشعب كوريا الشمالية، وعلى نظام بيونغ يانغ تغير مساره. ووصف الاتحاد الأوروبي إطلاق الصاروخ بالانتهاك غير المقبول للالتزامات الدولية لكوريا الشمالية، بينما وصفه السفير البريطاني للأمم المتحدة بأنه عمل متهور.
وستعقد السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، ونظرائها من اليابان وكوريا الجنوبية اجتماعا طارئا لمجلس الأمن بعد ظهر اليوم.
وأكد ترامب في خضم مفاوضات الموازنة المتوترة مع الكونغرس على الحاجة إلى تحسين الاستعداد العسكري، وربط إطلاق الصواريخ يوم الثلاثاء بطلبه بمزيد من الانفاق الدفاعي. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي بدأت فيه هاواي اختبارات متجددة لنظامها للانذار المبكر النووي في فترة الحرب الباردة.
وبعد إطلاق الصاروخ، أصبحت طوكيو وواشنطن في حالة تأهب، خاصة بعد أن تم التقاط إشارات لاسلكية، حيث قال مسؤول ياباني لوكالة أنباء كيودو أنه يمكن إجراء اختبار "خلال الأيام القليلة المقبلة". وأكد تشو ميونغ جيون، وزير التوحيد فى كوريا الجنوبية، أن نشاط كوريا الشمالية النووي أصبح مثيرا للاهتمام، موضحا أن الخبراء يعتقدون أن بيونغ يونغ كانت بحاجة إلى نحو ثلاث سنوات لتطوير برنامجها النووي، ولكن الآن ربما تستغرق سنة واحدة فقط.