واشنطن _ يوسف مكي
حدث تغير في سرعة الرياح، الجمعة، فقد تعدت 65 ميلاً في الساعة مما أجبر الحكومة الاتحادية على إغلاق مطار دولس، لذا كان على دونالد ترامب تغير خطة طيرانه، وكانت نهاية الأسبوع عاصفة في البيت الأبيض أيضاً، حيث تم التخلي عن كل من "هوب هيكس"، وهى مديرة الاتصالات ومساعدة قريبة جدًا من ترامب وتعتبر ابنته، وتخلى عن "جارد كوشنر"، صهره وكبير مستشاريه، وجردة من تصريح أمني رفيع المستوى بعد الكشف عن تضارب المصالح المحتمل بينهم.
وكان هناك فوضى في البيت الأبيض قبل ذلك، ولكن هذه المرة قال المراقبون إن التوازنات التي قدمت قدراً من ضبط النفس، يبدو أنها تعثرت، وأصبح ترامب غاضباً، وقال "ريتش غالين" الاستراتيجي الجمهوري، الذي كان يشغل منصب السكرتير الصحفي لنائب الرئيس "دان كوايل"، " يبدو ان هذا تحول جذرى لسياسة البيت الأبيض ولكن ليس للأفضل ".
ومنذ تولى ترامب الرئاسة في يناير/كانون ثان من العام الماضي، كان هناك دائرة داخلية "تنخفض" باستمرار من المستشارين الموثوق بهم، ويبدوا أن "ثلاثة مراكز متنافسة للسلطة" في الجناح الغربي قد توفر توازنات جديدة فى البيت الأبيض.
أولاً، كان هناك "رينس بريبوس" رئيس الأركان والرئيس السابق للجنة الوطنية الجمهورية (رنك)، ولكن فى يوليو الماضى حل محله الج"، والثاني هو كبير الاستراتيجيين "ستيف بانون"، الذي لم يكن لديه خبرة سياسية، ولكنه شكل قاعدة ترامب الشعبية القومية. ولكن بعد ان حصل "بانون" على الكثير من الأضواء أصبح خارج السلطة فى أغسطس. وقد عاشت فلسفته في إعلان ترامب المفاجئ هذا الأسبوع.
ثالثاً، كان " كوشنر" في الدور الأقل رسمية، وأصبحت صلاحياته واسعة، بما في ذلك تهدئة الشرق الأوسط، ، لكنها تقلصت بشكل منتظم. وهذا الأسبوع خفض "كيلى" تصريحه الامني، مما منعه من الوصول إلى مؤتمر المخابرات اليومية الذى قدمه الرئيس.
وبالاضافة الى ذلك، ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان مسؤولين من اربع دول اجنبية بحثوا سبل التعامل مع كوشنر من خلال ترتيبات عمله. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" ان شركتين قدمتا قرضا بقيمة اكثر من نصف مليار دولار لشركة "كوشنر" للعقارات بعد ان التقى مسؤولين في البيت الابيض. ولكن يمكن أن تتركه تلك التعاملات معرض للتحقيق من "روبرت مولر" في التواطؤ المزعوم مع روسيا.
وقال المحلل السياسي "ريك تايلر": "من المروع أن يستغل أي شخص منصبه في الحكومة لإثراء نفسه أو القيام بأعمال تجارية شخصية ويبدو أن "جاريد كوشنر" كان يفعل ذلك باستمرار. يجب أن يغادر فورا. انهم ليسوا سوى متسللين ".
وعندما تعثر كل من "بريبوس، بانون، كوشنر" أصبحوا خارج البيت الأبيض، وقال "غالين" "ان القضية مع الثلاثة هى ان لا احد لديه اى خبرة للعمل فى البيت الابيض، فمثلاً "بريبوس" قد جاء من اللجنه الوطنية للحزب الجمهورى، المشكلة تزداد سوءا داخل البيت الأبيض، والاعداد تقل والأضرار تزيد وتلحق بسمعة الجميع".
وأصرّ المدافعون عن ترامب على أن يركز الناس على ما يفعله، وليس على ما يقوله أو يكتبه على تويتر. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض "سارة ساندرز" لـ "فوكس نيوز": "هم يطلقوا عليها فوضى، لكننا نسميها النجاح والانتاجية والإستمرار و التغير للأفضل".
وهذا كان واحداً من أسوأ الأسابيع في واشنطن حتى الآن، ويقول النقاد، هناك دلائل على أن ترامب ينزف سياسياً. ووصف "تيلر" الناطق السابق باسم السناتور في لجنة الدفاع عن حقوق الانسان "تيد كروز" من ولاية تكساس انه "الشيء الوحيد الاكثر إثارة للقلق عندما قال إنه رئيساً، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى أضعافاً مضاعفة من الأضرار السياسية داخل وخارج من البيت الابيض فقد قالها بغضب وانفعال ".