واشنطن - رولا عيسى
ما بدأ كمصافحة قد تطول أو نظرات مغرية انتهت إلى علاقة جنسية في كل ركن من أركان المكتب البيضاوي في البيت الابيض، بما في ذلك المكتب الرئاسي نفسه, ولكن هذا الانجذاب كان قاتلًا في النهاية بعدما التقى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون المتدربة مونيكا لوينسكي عام 1997، وتكشف هذه الصور كيف انهما التقطا صورهما معا، في حين انهما كان يستغلان اي فرصة للاختلاء ببعض.
وقال ضابط المخابرات جاري بيرن في كتابه "ازمة شخصية" ان علاقتهما غيرت حياتهما للأبد وأن تداعيات انفضاح أمرهما لم تهدأ ابدا, مشيرًا إلى أن لوينسكي أصبحت منبوذة واختفت عن الأنظار لسنوات، أما بالنسبة لبيل كلينتون فتداعيات المسألة لاحقت زوجته هيلاري اثناء حملتها الانتخابية.
وأضاف بيرن (الذي كانت من مهامه الوقوف أمام المكتب البيضاوي في حراسة الرئيس)في كتابه أنها كانت دائما ما تلاحق الرئيس، حتى اننا كنا نتساءل عن كيفية انجازه لأي من مهامه، وقال مازحا إنه كان يجب أن يدير بيتا للدعارة بدلا من البيت الابيض. كما انها دائما ما كنا نجدها في الردهات التي لا يجب التواجد فيهان وكانت دائما ما تجد الاعذار مثل "انا هنا لاستخدام الحمام، لقد طلبوا مني شيئا لتقديمه هنا، او انا هنا لمقابلة صديق.
وتابع, "كانت دائما ما تتفادى أن يمنعها الحرس من المرور فتتسلل بين المكاتب والردهات التي توصلها في النهاية لأحضان كلينتون. كانت دائما ما تتحايل للمرور في طريقه، لإلقاء نظرة عليه أو تحية عابرة, وكانت تنانيرها القصيرة هو ما جعله محور تركيزه، ومحاولتها لإغرائه هي ما جعلت العلاقة اكثر حرارة, وفي النهاية حصلت لوينسكي علي رقمه الخاص الذي مكنها من الاتصال به بشكل مباشر دون المرور على أي من مساعديه, وهو الرقم الذي يحصل عليه عدد قليل جدًا من الاشخاص.
وأشار إلى أن الرقم عبارة عن كود أرقام يتطلب الضغط على بعض أرقامه لمدة زمنية معينة وفترة بين الضغطة والأخرى, وفي النهاية ضبطت متلبسة في وضع فاضح لم تتوقع أن يحدث, مشيرًا إلى أن لوينسكي كانت تستخدم أحد العاملين في الجناح الغربي ويدعى ستيوارت بياني نيلفس، عندما تريد أن تمر بالردهات لمقابلة كلنتون، وقد حذرها من خطورة ما تقوم به. ولكنها تجاهلت هذه النصيحة واعتقدت انها اذكى من ان يتم ضبطها بفعل شائن.
وكان العاملين بالبيت الابيض يغطون على علاقات بيل كلنتون ويحرصون الا تصل الاخبار لهيلاري، حتى قبل أن تبدأ علاقته بمونيكا, مشيرًا إلى أن هناك دلائل من بقع أحمر الشفاه تلطخ المناشف بالمكتب البيضاوي قبل عام من ظهور مونيكا، وحتى بعد وصولها كانت نفس البقع موجودة، ولكنها ليست لمونيكا لأنها لم تكن تستخدم هذا اللون, ولكن موظفة الاستقبال كانت تستخدم هذا اللون، ولكن لم تكن تمحو أحمر الشفاه عن فمها مستخدمة مناشف المكتب البيضاوين ولكنه كان الرئيس يمسحه بنفسه بالمنشفة التي تحمل ختم البيت الأبيض.
وبدى الغضب واضحًا على بيرن من العلاقة الجنسية التي تحدث في المكتب البيضاوي، وعلى مكتب الرئيس نفسه وفي الممرات والمكاتب الاخرى، وتقدم بشكوي لنائب رئيس هيئة الاركان ايفيلن ليبرمان وطلب نقل لوينسكي من الجناح الغربي, وقام ليبرمان بالفعل بنقل لوينسكي لمكتب العلاقات العامة في البنتاجون حيث التقى بليندا تريب التي وثقت فيها, فيما استخدم كلنتون نفوذه لعودة فتاته مرة أخرى إلى الجناح الغربي وظهرت مرة أخرى كأحد أعضاء موظفي الرئاسة, فيما كانت لوينسكي تريد أن تخبر شخصا ما بعلاقتها بالرئيس، وكانت تريب على استعداد لتسمع وسجلت هذه المناقشات النسائية. ولكن كان البريطانيين والروس والاسرائيليين يسمعون ايضا ما يجري.
ووصفت لوينسكي جميع تفاصيل علاقتها بالرئيس لتريب وحتى اثناء محادثاته مع السفراء والشخصيات الهامة، واذان العالم تسمع, حتى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاول ابتزاز كلنتون بهذه المعلومات للإفراج عن جوناثان بولارد الجاسوس الاسرائيلي, وفي أثناء اجتماعهما في ميرلاند عام 1998 قال نتنياهو إن هذه التسجيلات ستختفي تماما إذا تم الافراج عن بولارد. وبالفعل حاول كلنتون الافراج عن بولارد ولكن رئيس السي اي ايه جورج تنين هدد بالاستقالة اذا تم قبول هذا المطلب.
وفي 1997 استدعى كلنتون لوينسكي في المكتب البيضاوي واخبرها بانتهاء علاقتهما. كان كلينتون قد سقط على السلالم في منزل لاعب الغولف غريغ نورمان في ولاية فلوريدا وكان يتحرك على عكازين. ولم تكن نهاية العلاقة شهامة منهن ولكنه انهاها لأنه علم أن مكالماته الجنسية معها يتم التنصت عليها, والطريف أن كلينتون كان دائما ما يتباهى أمام اصدقائه القدامى بمغامراته العاطفية مع المشاهير منهم ليز هيرلي، اليانور مونديل وحتى أنه ادعى أن باربرا سترايسند أكثر من مجرد صديقة.