منزل روزا دي لا كروز

يهدف معظم الأمهات إلى جعل منازلهن غير قابلة للتدمير قدر الإمكان وبها مساحات مريحة وبسيطة، لكن ليس كـ"روزا دي لا كروز"، الذي رسمت في الرواق الأسود عالي الصيانة، الأمر الذي يتطلب تنظيفه مرتين في العام.

وفي المرة الأولى التي أعادت فيها طلاء المنزل، سألها أحد أبنائها متى يمكننا لمس الجدار ومتى سيكون جافا؟ قالت "أبدا" وتقول مصممة المجوهرات البالغة 47 عاما: "هذا ليس منزلا حيث يمكنك وضع يديك على الجدران"، وهي تعيش في شقة مكونة من 4 غرف نوم في ساحة "كادوجان، نايتسبريدج" التي انتقلت الأسرة بها منذ 12 عاما، ونتيجة لإبداع "دي لا كروز" 20 عاما، بها أصبحت متحفا فنيا للفن المعاصر.

وينام الأطفال عندما يكونون في المنزل اثنين في كل غرف نوم، "لورينزو وبيترو، 21 و19" على التوالي، وكلاهما في الجامعة في واشنطن العاصمة، في حين "ماسيمو- 14"، و"جيوفاني- 12 عاما"، هما في مدرسة داخلية في مارلبورو، وبدلا من وجود أدوات الطفولة المعتادة، زينت غرفهم بقطع تصميم "ممفيس"، ومصابيح "إيتوري سوتساس" ولوحات أصلية، ويظهر نموذج موسيقي ليكون العمل الفني لـ"داميان هيرست" لفرقة الساعات، ووقعت من قبل الفنان.

وتقول "دي لا كروز": "إنهم يعيشون في متحف"، وأضافت "إنهم يعرفون أنهم لا يستطيعون كسر أي شيء، ولكنهم يقدرون حقا الجمال والتصاميم ويستمتعون بها، ولقد بذلت جهدا كبيرا لشراء قطع لغرفهم كما أفعل لبقية المنزل".

نشأت "دي لا كروز" في "أسرة صعبة" في مدريد، كانت الطفل الرابع لجامعي الفن الكوبيين البارزين "كارلوس وروزا دي لا كروز"، مؤسسي منطقة دي لا كروز للفن المعاصر في ميامي. وكان من الحتمي أن "روزا جونيور"، الذي تدرب في البداية كمحامية، سوف تتبع خطاهم. واستثمرت في واحدة من قطعها الأولى، لـ"بياتريز ميلهازيس" وهي لوحة ضخمة في عام 1995، وهي الآن معلقة في واحدة من اثنتين من غرف الاستقبال.

وتتميز الغُرف بسقوف مزدوجة الارتفاع ونوافذ فرنسية ضخمة، وهذه الغرف هي عرض مثالي لمجموعة متحف "دي لا كروز" الجدير بالاهتمام، وهي تغير بانتظام الأعمال الفنية والأثاث، ولكنّ هناك موضوعا مميزا لكل مساحة.

وتقول إن غرفة الاستقبال الأولى تتميز بخليط من الفن "كريستوفر صوف ولوسيان سميث واد غويتون" إلى جانب تصميم من "جان بروفي وشارلوت بيرياند ومسيحي ليايجر": "هذه الغرفة هي كل شيء عن الألعاب الثنائية، كلها على لوحتين ومتناظرة للغاية"، أما الغرفة المجاورة هي "أكثر فوضى، مع كل هذه الدوائر".

ومِن المستحيل عدم رسم موازية بين هذا الأخير ومجوهرات دي لا كروز، وهي عالم الموضة في العالم منذ أن أطلقت خطها المسمى في شراكة مع مدير هاربرز بازارفاشيون السابق تيرني هورن في عام 2010.

وتم تزيين الشقة لكن هناك بقايا واحدة من الماضي تقول: "كنت قلقة بشأن هذا الموقد ومهووسة بالتخلص منه"، مشيرة إليه وهو محور الزينة الذهبية التي تزينها في غرفة الاستقبال، وأضافت "لقد قررت إزالته ولكن الكثير من الناس قالوا إن الضرر المتوقع لن يحتمل، والآن أنا أحبه، فإنه يحدد شخصية هذه الغرفة".

أما الجزء الخلفي من المنزل هو ملاذ لوقت الأسرة، والذي تصفه بأنه "مربع الشيكولاتة" مع سقفها المغطى، وسجاد الفحم والأثاث منذ عام 1950.
وعلى الجدار مجموعة من "لوحات كريس أوفيلي"، وعندما يحين وقت العمل تجد "دي لا كروز" نفسها في مكتب "بييرو ليسوني" أمام النوافذ الفرنسية في غرفة الاستقبال الثانية، وتقول دي لا كروز: "هذا مضحك لأنني حقا لست شخصا يجمع المجوهرات لكن أجمع الفن وأفكر به طوال الوقت".​