لندن _ كاتيا حداد
يحتفل متحف فكتوريا وألبرت بأقدم نسيج في العالم "الكتان" هذا الشهر مع تصاميم جديدة وعرض جديد، حيث يعود استخدام هذا النسيج المفضل إلى نحو 36000 عام، فقد استخدم المصريون القدماء الكتان للملابس والتحنيط، بالإضافة إلى ألياف الكتان المصبوغة الموجودة في كهف في جورجيا الآن في أوروبا الشرقية وتثبت استخدامه منذ عقود طويلة.
واليوم ، يعد هذا النسيج عنصرًا أساسيًا في المنازل، بدءً من الستائر وأقمشة السرائر وبياضات الطاولات ومواد التنجيد، إلى أحدث أشكالها من المركبات المتينة والخفيفة الوزن التي تمتص الصدمات للاستخدام مع المعدات الرياضية وقطع غيار السيارات ومكبرات الصوت الاستريو وحتى الجيتار.
الكتان صديقًا للبيئة
لا يتلاشى الكتان أبدًا من الموضة، ولكن يتم الاحتفال به حاليًا في العاصمة البريطانية "لندن" ضمن حملة "I Love Linen- أنا أحب الكتان" التي تستمر لمدة شهر، حيث يسلط تجار التجزئة بما فيهم بيتر جونز وسكنديوم وDesigners Guild الضوء على قماش الكتان من خلال بعض المنتجات المعاصرة، كما يشارك في معرض جديد في متحف فكتوريا وألبرت "V & A" ، بعنوان "Fashioned from Nature".
وتقول أمينة المعرض، إيرينا إهرمان "خلال بحثنا، اكتشفنا المزيد من المزايا الخاصة بالكتان وكيف يمكن أن ينمو في انسجام مع الطبيعة، وإثراء التصميم مع الاعتماد على التقاليد القديمة"، مضيفة "الكتان من الأنسجة التي لديها عدة ميزات؛ فهو متين ومقاوم للعث وخنافس السجاد ومنظم حراري طبيعي، عازل ضد البرد والرطوبة في الطقس الحار، كما أنه يساعد على تعزيز الاسترخاء والنوم، ومع تقدم الأعوام فهو قابل للتحلل الحيوي. بالإضافة إلى أنه من السهل العناية بالكتان فيمكن غسله بالبخار أو التنظيف الجاف أو بالماء".
مصدر الكتان
أنتج الكتان على نطاق واسع في أيرلندا والتي كانت مصدرًا قويًا للكتان منذ عصور، على الرغم من أنه لا يتم حصاد أي شيء منه اليوم، حيث نمت 80٪ من إمدادات العالم في نورماندي والسواحل الشمالية لفرنسا وبلجيكا وهولندا، ويزرع نبات الكتان بدون ري ولا تعديل جيني ولا نفايات. وتم تحسين مؤهلاته البيئية من خلال امتيازات الكتان الممتازة للامتصاص اللوني، ما يعني أنه يمكن استخدام الأصباغ ذات التأثيرات البيئية المنخفضة.
ويرتبط الكتان في الغالب بألوان ناعمة وأنماط زخرفية ويمكن نسجه، أو صناعته كمنتج من التريكو، جنبًا إلى جنب مع خيوط أخرى مثل الحرير أو القطن ويمكن معالجته ليكون مانعا للاشتعال وطارد للماء للاستخدام في الهواء الطلق، ويقود جون لويس وبيتر جونز حملة "أنا أحب الكتان" بعرض نافذة للمصمم فيليب نيغرو. يتميز أتريوم بيتر جونز بنحت من سبعة طوابق من البياضات الملونة، ويأخذ المتجر العملاء من خلال عملية التصنيع من بذور الكتان، عن طريق بالات الكتان الحقيقي للمنتجات النهائية.
وتقول إليزابيث سلادين، مسؤولة مواد التنجيد لجون لويس "إن الكتان مادة هامة نفضلها لعملائنا، فهي ليست موردًا مستدامًا حقًا فحسب، بل لديها العديد من الاستخدامات، ونحن نستخدمها في المنتجات في المنزل والموضة، بل لدينا لوحة التقطيع مصنوعة من الكتان. كعمل تجاري، نحن نحبها كمادة بسبب تنوعها، لدرجة أننا نزرع الكتان الآن في مزارع خاصة بنا".
وتعد أيرلندا الشمالية، التي كانت في يوم من الأيام مركزًا للكتان الأيرلندي، موطنًا لواحدة من الشركات القليلة المتبقية هناك "John England"، التي تنتج مجموعة متنوعة من البياضات والمفروشات الناعمة والمخلوطة مع مطبوعات زهرية وطبقة على الكتان، كما تقدم مجموعة "لويس & وود" البريطانية المتقنة من الأنماط المطبوعة المزخرفة لنسيج الكتان خلال المعرض، من الأزهار الناعمة إلى تصاميم أزبكي إيكات الجريئة، والتي صنعت إلى حد كبير في اسكتلندا وطبعت في ستراود في جلوسيسترشاير.