توفر بلدة بيلوند في جوتلاند الدنماركية، ليس فقط مكانًا مناسبًا للأطفال بل لديها ثلاثة أماكن رئيسية للأسر: منتزه ليغولاند الأول في العالم، والذي افتتح في عام 1968، وأكبر حديقة مائية إسكندنافية "لالانديا"، بالإضافة إلى "بيت ليغو" الذي افتتح منذ سبتمبر/أيلول، وهو خاص بمحبي لعبة الليغو من الأطفال والكبار، وعلاوة على ذلك، قد أعيدت تسمية المدينة نفسها "عاصمة الأطفال"، أكثر من مجرد شعار ذكي، فهي منظمة أنشأتها شركة ليغو والمجلس المحلي، لجعل بيلوند المكان الأكثر ملاءمة للطفل للعيش والعمل، وليس فقط في الدنمارك، ولكن في العالم.

 
وهذا يعني أن الأطفال المحليين مدعوون لتخطيط الاجتماعات لتقديم مساهماتهم في المساحات الخارجية الجديدة والمرافق مثل مكتبة الأطفال حيث يمكن للأطفال اللعب برفوف الكتب والتمتع بطرق أكثر أمانًا عبر المدينة، وتقول شارلوت ساهل مادسن، وزيرة الحكومة السابقة والرئيس التنفيذي الحالي لرأس مال الأطفال: "إن الأمر يتعلق بإدماج الأطفال في تحديد نوع المجتمع الذي نود أن نعيش فيه".
 
وبالنسبة للزائر، فإن أبرز مظاهر هذا المشروع الطموح هو "ليغو هاوس" "للبالغين / 3-12 عامًا، 24 جنيهًا إسترلينيًا، وتحت سن 3 أعوام مجانًا"، إنه ذو تصميم معماري أبيض لامع يبدو وكأنه مصنوع من مكعبات الليغو الضخمة، والذي تصفه مادسن بأنه "هدية لعائلة ليغو" لعاصمة الأطفال، وقد أشاد الناقد في الهندسة المعمارية في "الغارديان" أوليفر وينرايت بتصميمه الرائع - ككتل متشابكة، وأشكال من الليغو من البلاط، والمدرجات ذات الألوان الزاهية - لذلك عندما تأخذ ابنك البالغ من العمر سبعة أعوام على مدى نصف تشرين الأول / أكتوبر، ستعرف أنك تقوم بأروح الرحلات ما لم تكن تتوقعه هو أنه سيكون هناك الكثير للقيام به داخل المبنى الذي سوف ينتهي بك الأمر قضاء أكثر من ثماني ساعات به.
 
وهناك عامل باهر حقيقي يجذب انتباهك هو شجرة ليغو الهائلة "6½ مليون قطعة من الطوب"، التي تهيمن على مركز المبنى في الأماكن المغلقة، وفي إبداعات يحلم بها محبي لعبة ليغو  ولكن التشويق الحقيقي للأطفال هو الوصول إلى 25 مليون من مكعبات الليغو، فالموظفون ودودون جدًا يوجهون الأطفال بلطف نحو الأنشطة - وإبقاء العين على البالغين أيضًا.
 
ومن المتوقع أن ترتفع أعداد الزوار في شهري يوليو وأغسطس، ومن المتوقع زيادة أعداد الرحلات العائلية لتتحول بيلوند إلى أن مكانًا مميزًا ذو عوامل الجذب الخالية من قائمة الانتظار، فبالإضافة إلى ليغولاند نجد لالانديا، هذا المركز الترفيهي الشاسع - في الجوار مباشرة - والذي تراجع بطريقة أو بأخرى تحت رادار السياح البريطانيين، من بين 723،000 زائر إلى أكوادوم  في عام 2016، أقل من 2٪ كانوا من المملكة المتحدة.
 
وللدخول إلى الباب الدوار من لالانديا هو مبادلة العالم الحقيقي، على غرار منطقة لاس الضخمة، مع السماء الزرقاء المرسومة، يوجد "شارع" من المقاهي والمحلات التجارية، ومدرج صغير وعدد من الأنشطة منها التزلج على الجليد والبولينج، والغولف وألعاب الممرات، ويمكنك الانتقال إلى حديقة حيوان غيفسكود، وهي حديقة حيوان وسفاري في بلدة غيفسكود الواقعة 20 كيلومترًا شمال غرب فايله في الدنمارك، وقد افتتحت الحديقة في عام 1969 تحت اسم "حديقة الأسد"، حيث كانت الحيوانات الوحيدة فيها هي الأسود.
 
وفي عام 1970 وصلت إليها الفيلة الآسيوية، واليوم تضم أكثر من 700 حيوان، والتي تمثل أكثر من 70 نوعًا، تعد واحدة من عشرة مناطق جذب سياحي فقط التي منحت 5 نجوم من الدليل السياحي يولاندس أتراكتيونير، ويحيط به الغابات، وتلة نادرة، ومن ثم يمكنك الذهاب إلى بلدة فيلي القريبة، والتي تشتهر بالأنشطة في الهواء الطلق، وفي الصيف تنزل العائلات على الشواطئ المنتشرة على جانبي المضيق البحري، وقد يستمر السكان المحليين في السباحة خلال فصل الشتاء بشاطئ تيرسباك.
 
وفي الآونة الأخيرة، اكتسبت المدينة سمعة ممتازة لهندستها المعمارية حيث حازت على جائزة بولغن للعمارة، لصف من خمسة مباني سكنية متموجة، تطل على الميناء، بالاضافة إلى أعجوبة معمارية أخرى: العائمة "فيل كاياك" بالاضافة إلى "ريمولادن"، وهو مطعم أنيق افتتح عام 2012، مع مناظر على الواجهة البحرية، ويضم قائمة مميزة.
 
ومن ثم يمكن الذهاب إلى كولدينج، نصف ساعة إلى الجنوب، وهي بلدة صغيرة أخرى مع مشهد ثقافي مزدهر. تضم متحف تصميم ترافولت وهو المكان الأكثر شهرة في مجال الفنون وعلى العائلات ألا تفوت مركز "نيكولاي لبورن"، وهو مركز للأطفال يقدم الأنشطة الإبداعية ومطعم  مزين بملصقات الفيلم أيضًا مع بوفيه مفتوح، ويمكنك البقاء في شقق كولدينج الفندقية، مع تصميمات داخلية أنيقة وإطلالات على القلعة المضاءة التي تعود للقرن الـ 16، فبيلوند قد تكون عاصمة الأطفال ولكن جوتلاند يمكن أن نقول أنها المكان الأكثر مناسبة للطفل في أوروبا لقضاء العطلات.