كانبيرا ـ ريتا مهنا
إذا كنت جادا في مشاهدة الحيتان، أنسى المشي على شاطئ البحر أو الصيد، ما ستحتاج إليه هو قلبا قويا.يقول نومي ليتش محرر صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "بعد عاصفة لا يزال أثرها موجودا ذهبت عبر الحاجز المرجاني العظيم الجنوبي في أستراليا، في رحلة بحرية داخل سفينة من ثلاثة طوابق التي تغامر مع الأمواج العالية، وبالرغم من ذلك فإن ما يجعل من رحلتنا مغامرة ممتعة حقا هو مشاهدة الحيتان حولنا قبالة ساحل ولاية كوينزلاند".
تعد أستراليا احد أهم وأشهر الوجهات السياحية في العالم يقصدها السياح بالآلاف على مدار العام والتي تتمتع بمقومات سياحية فريدة، ففيها المدن الجميلة وحدائق الحيوانات المدهشة والمراكز المائية والمنتزهات الخضراء والحياة البرية التي لا نظير لها والغابات المطيرة والشواطئ الذهبية، كما تمتاز بوجود حيوانات برية و مائية غير موجودة في باقي الأماكن، وتعد كوينزلاند واحدة من أكثر المناطق جذبا للسياح في استراليا، ولكن عدد قليل من السياح يذهبون في جولات لاماكن الترحال الغير شعبية.
ستشاهد في رحلتك الحيتان وهي تمرح تمامًا كالأطفال المتلهفين للحصول على قطعة حلوى، فقد شاهدنا اثنان من الحيتان قرب مركبنا يلعبان بحماسة غير محدودة تظهر من خلال تصفيق زعانفهما وهزّ زيلهما، والتفافهما، وميلان رأسيهما، كما أنّ النغمات التي يرددانها، تُشعر الركاب على متن السفينة ببهجة سمعيّة.
ويُشجَع الركاب على إحداث ضجة كبيرة لدى رؤية الحيتان بهدف اجتذاب اهتمامها، على أمل استرعاء فضول الحيتان بما يكفي ليطول بقاءها بالقرب من المركب. عندما خضت للمرة الأولى مغامرة رؤية الحيتان المحدودبة في المحيط الجنوبيّ في خليج هيرفي منذ إثني عشر عامًا تقريبًا، اتسمت التجربة ككل بطابع إجلاليّ هادئ، كما لو أنّ مجرّد السكون بحضور هذه الحيوانات المهددة بالإقراض، كان يشكل حماسة كافية بحد ذاتها. ولكنّ الزمن قد تغيّر وتعلمنا الكثير عن سلوك الحيتان المحدودبة في المحيط الجنوبيّ.
بعض الغواصين على هذا الساحل تمكنوا حتى من السباحة مع الحيتان، والمراهقين، وقادت عائلة بيري رحلات مشاهدة الحيتان إلى خليج بلاتيبوس والمضيق الرمليّ الكبير من 23 عامًا. وعام 2009، أقامت صلة مع منتجع كينغ فيشر عند خليج كينغ فيشر في جزيرة فريزر لتوفير رحلات تستمر نصف اليوم لمشاهدة الحيتان إلى خليج بلاتيبوس القريب. وفي حين أنّ الكثير من رحلات مشاهدة الحيتان الصباحيّة تنطلق من مارينا خليج هيرفي الرئيسيّ، تنطلق عمليّة بيري التي تستخدم زورق Quick Cat II السريع المجهز تحديدًا بمسماع مائيّ وبكاميرا تستخدم تحت الماء، من منتصف رصيف الميناء في منتجع خليج كينغ فيشر على طول شاطئ جزيرة فريزر الغربيّ. ويكون الركاب تحديدًا في وسط نشاط ملحوظ تقوم به الحيتان المحدودبة في المحيط الجنوبيّ، خلال 45 دقيقة.
على هذا الساحل يمكنك السفر إلى جزر غير معروفة، لم يمسها بشر وتعد واحدة من أهم المعالم السياحية في أستراليا - وتعد جزيرة فريزر أكبر جزيرة رملية في العالم، وهي ملعب المغامر الذي يضم الغابات المطيرة والكثبان الرملية ومئات من البحيرات المياه العذبة. كما ان أفضل طريقة لاستكشاف الجزيرة البالغة من العمر 700،000 سنة هو الدليل "ديفيد" في فندقنا، الذي يدفعنا إلى العبارة وإلى البرية. نحن نشعر أننا في أيد أمينة حيث نتنقل بين الخنادق العابرة على طول المسارات الوعرة بكل سهولة. وكانت أول محطة لدينا هي بحيرة ماكنزي - وهي بحيرة من المياه الزرقاء محاطة برمل السيليكا الأبيض القديم.
بعد خمس ساعات من التجول بالجزيرة قد حان الوقت للعودة إلى منتجعنا مرة أخرى بعد مغامرة رائعة من رؤية الحيتان التي لم اشاهدها مثل أعدادها من قبل.