أثينا ـ سلوى عمر
قبل عقد من الزمن، كانت الحركة الفنية في أثينا مختلفة جدا. إذ كان يعاني الاقتصاد اليوناني من حالة عسيرة. ولم يمض وقت طويل، حتى انغمست البلاد مع أسوأ أزمة للاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. حتى حدث شيء على غير المتوقع ففي عام 2017، شاركت أثينا في استضافة معرض دوكومنتا كأول مشاركة لها ، وهو معرض للفن المعاصر يعقد كل خمس سنوات. وضم الحدث عددًا قياسيًا من الحضور.
وبدأ الازدهار تمامًا كما انهار سوق الفن الأثيني. وبعد الصدمة الأولى، أدرك الفنانون اليونانيون أنه لن يكون هناك حل سريع وتخلوا ببساطة عن محاولة القيام بأي شيء له مردود تجاري. وتحرروا من القيود المادية، وبدأوا بتنفيذ أعمال أكثر إثارة للاهتمام، طارحين نفس الأسئلة الوجودية التي طرحها سقراط في أثينا قبل 2500 سنة.
وتقول ماريا لالو، وهي فنانة "في عام 2012، كان هناك تحول كبير في أثينا.. وكان هذا هو العام الذي قام فيه الفنان الأثيني أوغسطس فينوغلو بتأسيس سنيهتا وهي أول مدينه لدعم الفنانين.
وبقي عدد من فناني سنيهتا في المدينة، منضمين إلى العدد المتزايد بها الذي جعل من أثينا وطنهم. و تميزت المدينة بالطاقة الفوضوية بها ومساحاتها الصناعية الفارغة والإيجارات الرخيصة إذ قورنت مع برلين في التسعينيات .
ولم يكن التقشف مطلقًا قضية للمؤسسات الفنية التي تديرها السلالات الحاكمة اليونانية، والتي كانت تحتل مكانة بارزة في المدينة في السنوات القليلة الماضية. فعروض كبار الفنانين الدوليين واليونانيين، فضلًا عن المسرح والرقص والموسيقى، و ظهرت منذ عام 2010 في مركز أوناسيس الثقافي، وكلها بأسعار معقولة. مثل عرض رنزو بيانو المذهل بتكلفة 530استرلينى .
ورشح مركز ستافروس نياركوس الثقافي والمنزل الجديد للأوبرا الوطنية والمكتبة الوطنية لجائزة ريبا الدولية 2018. وفي عام 2013، قام ديمتريس داسكالوبولوس، مؤسس ثري آخر، بتأسيس مركز نيون لدعم الفنانين ووضع أعمالهم في الأماكن العامة.