الرياض ـ اليمن اليوم
احتضنت مكتبة الأمير بندر بن سلطان في مدينة أصيلة نهاية الأسبوع الماضي، سهرة فنية راقية للفنانة اللبنانية جاهدة وهبة الملقبة بـ"شاعرة الصوت ومثقفته"، التي أطربت المشاركين في الدورة الـ40 لموسم أصيلة الثقافي الدولي بأداء كوكتيل غنائي وشعري من الطّراز الرّاقي. واستهلّت "ديفا الشرق" حفلها بأداء مقطع من قصيدة رابعة العدوية في الحب الإلهي "أحبك حبين"، أردفته بالموشّح الأندلسي "لما بدا يتثنى" للسان الدين بن الخطيب من مقام النهاوند، قبل أن تلقي قصيدة "قل هو الحب هواء" للشاعر البحريني قاسم حداد.
وأدّت جاهدة وهبة أغنية "يا زهرة في خيالي" لفريد الأطرش، كما أدت لشاعر المحكية اللبناني طلال حيدر أغنية "يا ريت"، ومن تلحينها أغنية "أجبني" من إبداع الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي التي تعاونت معها في ألبوم غنائي يحمل عنوان "أيها النسيان... هبني قبلتك" التي كتبت مرّة أنّ صوت وهبة "أعاد للقصيدة العربية أحرف الشّرف الخاصة بها في زمن الغوغائية".
وأبدعت جاهدة وهبة لحنا وأداء في تقديم مقاطع من قصيدة "يطير الحمام" من شعر محمود درويش، قبل أن تؤدي "أنت عمري" للسيدة أم كلثوم، من ثمّ النشيد الوطني الشهير "موطني" للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، و"حلوة يا بلدي" التي سبق أن غنّتها الفنانة الفرنسية داليدا من كلمات مروان سعادة وألحان الموسيقار بليغ حمدي، وأغنية "الله يا مولانا الله" لمجموعة ناس الغيوان، التي رافقها الجمهور في أدائها وسط عاصفة من التّصفيقات والهتافات.
واختتمت جاهدة وهبة الحفل السّاهر بأداء "لا تمض للغابة... لا تلتفت إلى الوراء" من شعر الألماني غانتر غراس الحائز على جائزة نوبل للآداب، وأهدت جمهورها أغنية "عندك بحرية يا ريس" وقبلها أغنية "سبحان من جملك" من إبداع الفنان الراحل وديع الصافي الذي سبق أن وصف مواطنته جاهدة وهبة بكونها "المجاهدة في سبيل الفن الأصيل" وفق تقرير نشرته "الشرق الأوسط".
جاهدة وهبة حاصلة على الإجازة في علم النفس وعلى دبلوم دراسات عليا في التمثيل والإخراج - معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، ومجازة في الغناء الشرقي من المعهد الوطني العالي للموسيقى حيث درست العزف على العود والغناء الأوبرالي باللغة العربية والإنشاد السرياني والبيزنطي والتجويد القرآني.
ولعبت جاهدة، العضو في نقابة الموسيقيين المحترفين في لبنان وجمعية الساسيم الفرنسية ورئيسة لجنة الثّقافة والبرامج في مجلس المؤلفين والملحنين اللبنانيين، أدوارًا رئيسة غناء وتمثيلا، في كثير من المسرحيات اللبنانية والعربية، ولحن لها كبار الموسيقيين من أمثال وديع الصافي وشربل روحانا وزاد ملتقى وإيلي شويري.
وحرصت على أن تلحن بنفسها قصائد لكبار الشّعراء العرب والعالميين من أمثال الحلاج وابن عربي وعمر الخيام والمتنبي وأبو فراس الحمداني وولادة بنت المستكفي وبدر شاكر السياب وجبران خليل جبران وأنسي الحاج وسعيد عقل ومحمود درويش وأدونيس ولميعة عباس عمارة وأمل الجبوري وأحلام مستغانمي ولوركا وإندخوانا وبابلو نيرودا وغيرهم.
من بين التكريمات الكثيرة التي حصلت عليها اختيارها عام 2013، من جامعة كامبريدج (بريطانيا) لتكون من بين 2000 شخصية مثقّفة في هذا القرن يخصص عن سيرتها ملف كامل ضمن صفحات معجم الجامعة العالمي، كما كرّمها مهرجان الرّواد العرب برعاية الجامعة العربية بوصفها رائدة من رائدات الفن والثقافة في العالم العربي، وكرمتها منظمة الإسكوا (التابعة للأمم المتحدة) بوصفها من أهم مطربات الشرق السّاعيات لنشر الثّقافة والأصالة.
وأعدت وغنت باللغة العربية في باريس، مجموعة من أغاني الأيقونة الفرنسية إديث بياف بمناسبة الذكرى المئوية لميلادها، وتقوم حالياً بجولة في العالم بهذا المشروع الفني. كما أنجزت أكثر من 20 قصيدة صوفية عرضت على عدة قنوات تلفزيونية عربية، وهي تعدّ ألبومها السابع بعد ستة ألبومات أشهرها "كتبتني" و"شهد".
وفي العام الماضي، جرى إعلان جاهدة وهبة "معجزة الحناجر المباركة" كما أسماها الشاعر اللبناني الراحل سعيد عقل، سفيرة للمنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية وكذا لمجلس المرأة العربية.