القاهرة ـ سعيد فرماوي
تعد مصر القديمة واحدة من الحضارات العظيمة في العالم، فبعد ظهور مملكة موحدة حوالي 3150 قبل الميلاد ، حكمت مصر سلسلة من السلالات على مدى آلاف السنين، وخلال هذه الحقبة الطويلة المذهلة، أنتج قدماء المصريين بعضًا من المعالم الأكثر شهرة في العالم والتي نجا الكثير منها عبر العصور، لكن لسوء الحظ ، قد لا تصمد هذه المعابد المصرية القديمة كما تقول الأساطير، حيث يقول فيلم وثائقي جديد إن آثار مصر العظيمة يمكن تدميرها بسبب تنفس ملايين الزوار الذين يزورون المقابر القديمة كل عام، حيث يوضح الفيلم إن الأمر الأكثر دمارًا هو أن "الرطوبة الناتجة من تنفس ملايين السياح تتسبب في أضرار لا يمكن تعويضها".
وأكد عالم الآثار المصري، زاهي حواس قائلًا: "نحن بحاجة إلى إيقاف هذه السياحة الجماعية"، موضحًا في الفيلم الوثائقي الذي أنتجته قناة "أمازون برايم" لعام 2007 بعنوان "Egypt: Quest for the Lord of the Nile": "ينبغي أن تكون مصر باهظة الثمن، حيث أن لديها شيء لا يمكن لأحد امتلاكه ؛ الأهرامات وأبو الهول والمومياوات والملك توت عنح آمون". مضيفا: "تلك هي الأشياء التي لا يمكن لأحد امتلاكها. وهذا هو السبب في رأيي ، أننا لا نزيد فعليًا من عدد السياح، لكننا نزيد من جودة السائح الذي يأتي إلى مصر".
ويدعي الراوي الوثائقي أن مقابر الفرعون في وادي الملوك المصري "ستختفي خلال 150 إلى 500 عام إذا كانت مفتوحة للسياح"، حيث يقول: "تنفس السياح داخل مقابر الفرعون المزخرفة في وادي الملوك في مصر يمكن أن يدمرها، إذا كانت المنطقة مفتوحة للزيارات"، حيث يؤدي سوء التهوية والتنفس إلى تلف المنحوتات والزخارف المرسومة في المقابر.
وأوضح حواس: "ترتفع مستويات الرطوبة والفطريات بسبب تنفس الزوار وهذا يعني أن المقابر قد تختفي ما بين 150 و 500 عام"، مضيفًا: "تواجه المقابر المفتوحة للزوار أضرارًا شديدة لكل من الألوان والنقوش"، حيث تعد المقابر، والتي تشمل آخر مكان يستريح فيه الفراعنة الأسطوريون مثل الملكة نفرتيتي والملك الصبي توت عنخ آمون ، من المعالم السياحية الكبيرة.
قد يهمك أيضًا:
مُؤلِّف أميركي يكشف عن نظرية "مقنعة" وراء بناء الأهرام المصرية
علماء الآثار يكتشفون هياكل عظمية في مقابر بانجلترا تعود الى العصر الروماني