الجزائر ـ ربيعة خريس
يحتضن رواق عائشة حداد، الكائن في شارع ديدوش مراد، وسط محافظة الجزائر العاصمة، 18 مارس/آذار المقبل، معرضًا فنيًا تشكيليًا، للفنان الجزائري، سليم بوهالي، سيعرض فيها قرابة 50 لوحة فنية مائية وتجريدية، يحكي فيها عن مدينته التي ولد فيها القنطرة والتي رسمها كبار الفنانين المستشرقين العالميين من أمثال دو لاكروا وديني.
وأرجع سليم بوهالي، في حوار خاص لـ"اليمن اليوم"، أسباب اختياره لهذا الموضوع قائلا: إن الفنان التشكيلي الصادق لا يمكن أن ينسلخ من محيطه وثقافته، مشيرًا إلى معظم أعماله المائية التي سيعرضها والتي تمثل في الأصل الطبيعة، هي عبارة عن مناظر لمدنية "القنطرة" الرائعة، وتضم واحات جملية للغاية، تقع في شمال محافظة بسكرة تبعد عنها بـ54 كم، مدينة صغيرة هادئة قليلة السكان، وهي همزة وصل بين الشمال وجنوب وسط الشرق الجزائري وتجمع بين طبيعتي الصحراء والتل في مناخها وطابعها الجغرافي، تتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ238,98 كلم2، وترتفع عن سطح الأرض بمسافة 538,23 م، ووصفها الفنان التشكيلي سليم بوهالي، قائلا إنها تلقب ببوابة الصحراء ذلك أنها المعبر الوحيد من الناحية الشرقية للصحراء، ومر بها الكثير من الفنانين المستشرقين، وتأثروا بجمال مناظرها ورسموها في العديد من أعمالهم.
وأوضح المتحدث أنه يسعى جاهدا لإضافة القليل إلى هذا الموروث الثقافي والفني لهذه المدينة وللجزائر، لأن الجزائر جميلة في كل مدنها، وحاول تجسيد توازن بين ألألوان في لوحاته كما سمها هو الألوان "الحارة" و"الباردة" ذلك أن مدينة القنطرة تقع بين التل البارد والصحراء الساخنة وهذا ما ينعكس في عمله التجريدي.
وأوضح بوهالي، أنه سيعرض لوحات أخرى هي عبارة عن أعمال تجريدية، والتجريدية هي اتجاه فني ظهر في بداية القرن العشرين، يهدف للتعبير بألوان و أشكال مجردة من التشبيه الواقعي والبحث عن جمالية مختلفة كجمال الألوان و الأشكال وحدها دون الشكل الواقعي.
وبشأن قدرته في التوفيق بين الرسم الواقعي والألوان المائية والتعبير التجريدي واللوحة الزيتية، قال إن اللوحة التجريدية تمثل بالنسبة له امتداد لنفس الإحساس عند رسم اللوحة الواقعية و نفس الإحساس بالجمال لهذه الطبيعة الخلابة، فنفس الطبيعة تؤثر في الشاعر فيقول قصيدة و الرسام الواقعي فيرسم الطبيعة و التجريدي يركب اللوحة بألوان وأشكال خالية من التشبيه الواقعي، قائلا: "إن قدرة الفنان على التعبير هي الفاصل، إذا كان الفنان متمكنا من أدواته ولديه القدرة على التخيل فبإمكانه التعبير بطرق متنوعة، مستدلا بالفنان الإسباني بابلو بيكاسو، الذي يعتبر الفنان الأكثر تنوعا في المدارس والاتجاهات وطرق التعبير.
وشارك الفنان التشكيلي الجزائري، سليم بوهالي، وهو من مواليد 1964 في مدينة القنطرة محافظة بسكرة، خريج المدرسة الوطنية للفنون الجميلة عام 1990، اختصاص هندسة داخلية، في العديد من المعارض الفردية، وشارك في كثير من المعارض الجماعية عبر الجزائر، تحصل على 3 جوائز في المرتبة الأولى عام 2011 في محافظة تيزي وزو شرق الجزائر.
ومن بين المعارض التي شارك فيها بوهالي عبر مختلف محافظات الجزائر، معرضا في محافظة أم البواقي، عين تموشنت، تلمسان وغيرها، وشارك العام الماضي في معرض جماعي نظم في لبنان وفرنسا كذلك.