لندن ـ كاتيا حداد
يخشي الجميع من العصور القديمة واعتبروها، مكان للموتى يتم فيها أحد أشنع الأعمال وهي التضحية بالأطفال، والآن شدد العلماء على ضرورة عمل تصور رقمي لكهف النحات في موراي، إسكتلندا، ويأمل الباحثون أن تسلط الرقمنة الضوء على الكهف الغامض والرموز المكتوبة على جدرانه.
وتم اكتشاف كهف النحات للمرة الأولى في ستينيات القرن التاسع عشر بالقرب من مجموعة من المنحدرات المذهلة بالقرب من البحر، واكتشف علماء الآثار مجموعة من الأجسام التي تعود إلى العصر البرونزي في الكهف، بما في ذلك خواتم ودروع برونزية، ومال دائري، ودبابيس للعنق، وفخار، وعظام، مع بقايا بشرية - معظمها كان لأطفال.
وتم العثور على شظايا من جمجمة وعظام للفك السفلي في مدخل الكهف، في حين تم العثور على عظم أمامي اتضح أنه انتزع عمدا، مما يشير إلى أنه كان ضمن شعائر تضحية بشرية. و قام علماء الآثار من جامعة برادفورد بعمل نموذج رقمي للكهف المخيف من الداخل باستخدام التكنولوجيا الرقمية .
وكان النموذج الرقمي عالي الدقة ليس فقط لقياس حجم وتخطيط الكهف من الداخل بل أيضا ليسلط الضوء على الرموز التي وجدت على الجدران.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، البروفيسور إيان أرميت، إنّ "كهف النحات هو موقع رائع، ومعروف لعقود بثرائه بالآثار والرموز المنحوتة وغير العادية حول المدخل"، وأضاف أنّه "من خلال الرسوم المتحركة الرقمية يمكننا دراسة المنحوتات بالتفصيل، وتقديم هذا الموقع الذي لا يمكن الدخول إليه إلى الجمهور من خلال الإنترنت ومتاحفه، ولتحقيق الرقمنة، استخدم الباحثون مجموعة من التقنيات بما في ذلك المسح الضوئي بالليزر والمسح الضوئي المنظم. وكشف هذا عن عدد من المنحوتات التفصيلية، بما في ذلك نجم مكون من 5 نقاط ورمز لصليب . وكان من أكثر المنحوتات غرابة نص مكتوب "W ينتهي 12 من مارس 169 (؟) ملعون".
ويخطط الباحثون الآن لتحليل الرقمنة لمعرفة المزيد عن الكهف، وأعلنت رئيس علم الآثار والتراث العالمي في البيئة التاريخية إسكتلندا، الدكتورة ريبيكا جونز، "إنه لشيء رائع أن نرى نموذج كهف النحاتين في مرحلة الإنجاز".