لندن ـ سليم كرم
استطاع الكاتب جون ميلتون، في القرن السادس عشر، إكمال ملحمته التاريخية "الفردوس المفقود" Paradise Lost" داخل كوخ يقع في في مقاطعة باكينغهامشير جنوب شرق إنجلترا، تحديدًا في قرية تشلفت ست غيلس في المملكة المتحدة.
ويحوي هذا الكوخ الآن، وفقًا لموقع "الديلي ميل" البريطاني، أكبر مجموعة من الطبعات الأولى من أعمال "ميلتون"، بالإضافة إلى رابطة شعر الكاتب، ولكن تعرض الكوخ لحالة من الإهمال الشديد نتيجة لضيق المال، لا سيما بعد الأزمة المالية الراهنة، الأمر الذي يمكن أن يعرضه للتلاشي في نهاية العام، لذلك أطلقت العديد من الحملات بهدف جمع 3.5 مليون جنيه إسترليني، للحفاظ على ذلك المكان الأدبي الفريد ومعرفته من قبل الأجيال القادمة.
ويقول رئيس الصندوق الاستئماني "سيمون أفري": "يمكننا أن نفكر في أفضل وسيلة تمكننا من الاحتفال بالذكرى الـ 350، لنشر رواية الفردوس المفقود أكثر من الاستمرار في إطلاق نداءات الحفاظ على المكان الذي تم الانتهاء فيه من كتابة الراوية، فهي قصيدة غيرت مسار التاريخ الأدبي ومازالت آراء ميلتون بشأن حرية الصحافة والطلاق والتعليم والدين والديموقراطية البرلمانية تلقى صداها حتى الآن".
وأضاف أفري : "إن الدخل الآتي من هذا التمويل سيمكننا من حماية هذا المعلم الأدبي الفريد للأجيال القادمة، فضلًا عن إشراك الناس في إرث ميلتون بطرق جديدة"، مشيرًا إلى أن ميلتون له الفضل في اختراع المزيد من كلمات اللغة الإنجليزية أكثر من ويليام شيكسبير مثل كلمة "الفضاء الخارجي" التي نشأت في الفردوس المفقود.
وجاء "ميلتون" إلى ذلك الكوخ مع زوجته وبناته في عام 1665 هاربًا من الطاعون في لندن، وعاش هناك لمدة عامين فقط، ولكن استطاع خلالهما إكمال أكثر أعماله شهرة والتي ألهمته لكتابة "عودة الفردوس"، وفي عام 1887 قدمت الملكة فيكتوريا دعمها لشيوخ شالفونت سانت جايلز، ليحاولوا منع إجراءات نقل الكوخ إلى الولايات المتحدة، حيث كان له أثرًا كبيرًا على الأباء المؤسسين، وكان مفتوحًا للجمهور كمتحف منذ ذلك الحين، ولكن مع عدم وجود تمويل دائم، أصبح المتحف يعتمد على المتبرعين وعشاق أدب ميلتون والحرفيين لاستمرار بقاءه، ووسط العديد من التحذيرات بنفاذ المال بحلول نهاية العام أطلقت ميلتون حملة صندوق الهبات واسمته "الحفاظ على الفردوس".
وتعتبر رواية الفردوس المفقود واحدة من أكثر الروايات تأثيرًا على نطاق واسع، كما أنها ترجمت أكثر من 300 مرة بـ 57 لغة.