عمان - ايمان ابو قاعود
ترجم الفنان التشكيلي "عصام طنطاوي" قصة عشقه لعمان القديمة في لوحة فنية "جدارية" جسد فيها الملامح الجميلة للمدينة كما يراها، فضمت اللوحة كل ما يتحدث عن جماليات المدينة المختلفة، مهتمًا بالتفاصيل الصغيرة التي أعطت للوحة جمالية، حيث اختار منزل صديقه "إبراهيم القواسمة"، وتحديدًا في حديقة المنزل لتكون تحفة فنية لمن يراها ولمن يعرف عمان القديمة بجبالها وبيوتها وأدراجها وبقالاتها الصغيرة حتى الطقوس التي كان يمارسها سكان عمان موجودة في اللوحة.
ويعترف "طنطاوي" في حوار خاص لـ "اليمن اليوم"، أن فكرة اللوحة لم يكن مخططًا لها فقد جاءت وليدة في إحدى السهرات في منزل القواسمة وكان ينظر بتمعن في الجدار الطيني الباهتة الذي أمامه ففكر في أن يلون هذا الجدار ولم يكن يرغب بألوان عشوائية، أحب أن تكون الألوان مدروسة، فبدأ بالرسم بشكل بدائي وفطري، ولأنه يعشق عمان بدأت فكرة اللوحة تتبلور لتجسد حبه للمدينة.
وأضاف طنطاوي، "استغرق رسم الجدارية نحو 5 أشهر، استخدم خلالها الرسم والنحت فكان ينحت البيت الأول ويفكر مليًا كيف سيصعد السكان إليه فيقوم على الفور بنحت الدرج، ويضع حول البيت الأشجار والنبات الذي هو عصب الحياة"، ولم يغفل في جداريته أماكن العبادة الموجودة في عمان فالمساجد والكنائس حاضرة في المشهد كما يراها, والمأاة حاضرة كما الأطفال المنتشرين بين البيوت والأزقة بلعبهم والفوضى التي يمارسونها في الحارات .
وأكد طنطاوي أنه رسم عشرات اللوحات لعمان فهو مهووس بعشقه للمدينة مشيرًا إلى أنه يرسم وأحيانًا يصور لتوثيق المعالم الجميلة وكما يحبها أن تكون، قائلًا: "هذه مهمة الفنان إظهار جزء في منطقة ما لا تلفت نظر الناس العاديين"، وعلى جانب اللوحة ولأنه يعشق مدينة البتراء الوردية رسم حجارها بألوانها الطبيعة ورسم أعمدتها كما رآها ووضع الكهوف الصخرية لتنقل ممن يشاهد اللوحة باللاشعور إلى المدينة الوردية .
ولفت إبراهيم القواسمة صاحب المنزل، إلى أن جدار الحديقة كان طابعه ريفي لكن الفنان عصام طنطاوي أعطاها روح جديدة، حيث بنى ونحت المنازل والأدراج على الحائط التي جعلت الحديقة كمتحف يجسد مدينة عمان القديمة، مؤكدًا أنه وثق كل مراحل العمل من خلال الصور والفيديوهات المختلفة، وأنه كان في بعض الأحيان يغير في مواقع المنازل التي يرسمها وفق رؤيته.