الفن التشكيلي اليمني

إحصائية بأهم الفنانين الذين هاجروا خلال السنوات الماضية وهم من أجيال متفاوتة.

تحجيم دور الفن

شكلت الرجعية الثقافية حافزا كبيرا على الهجرة لدى العديد من المبدعين. تقول الفنانة ميادة الورافي، حول واقع الفن اليوم:"فى ظل أزمة البلد الحالية فإن المنطق يقول إن الحل ما يزال بعيدا، وما يحصل من تضييق وتشدد وانتشار لمعارضة الفن وتحجيم دور الفنان أمر طبيعي يدفع بأي مبدع إلى التفكير بالهجرة والبحث عن مكان يحترمه ويحترم أفكاره".

تضيف. تأتي تلك الدوافع من أجل أن يوفر الفن عائدا ماديا يجعله يعيش في حالة مستقرة.

وختمت بقولها: "رأيي الشخصي بالنسبة لي في حال قدمت لي فرصة للهجرة لبلد يحترمنى كفنان تشكيلي، ونحن نعرف أن الفن فى البلدان الأجنبية له تقدير؛ فلن أتردد فى الموافقة".

الحبشة ذائقة بصرية عالية

رضوان الحميدي. أحد الذين تركوا صنعاء بعد أن تعرضوا للاعتقال لمدة 7 أشهر:

ما دفعني للهجرة إلى الحبشة الحرب وسيطرة المليشيا على العاصمة صنعاء وتعثر كل شيء حتى أدنى مقومات الحياة.

يضيف. لم يكن أمامي من حل غير الهجرة وكانت "أديس أبابا" وجهتي، صحيح واجهت صعوبات في البداية، بعدها تأقلمت وتعرفت على ناسها الطيبين وحضارتها العريقة. وسنحت لي الفرصة إقامة عدة معارض، ألتقيت بعدد من المسئولين الاثيوبيين الذين أبدوا رغبتهم في الدعم والتواصل بإقامة المعارض التي تبرز التاريخ المشترك لليمن وأثيوبيا.

مشيرًا إلى أن السفارة وهيئة الجالية اليمنية كان لها دور كبير في توفير المناخ الملائم في إقامة المعارض الفنية والمشتركة مع الجانب الأثيوبي.

كما أكد أنه لمس اهتماما كبيرا رغم شحة الإمكانيات وأن الذائقة البصرية لديهم عالية بحكم أنها بلد ذات حضارة.

وختم بأن مستقبل التشكيل في اليمن جوهرة بيد فحام، فهناك المبدعون الذين لم يجدوا الفرصة في إبراز ما لديهم بسبب غياب الدعم والتشجيع من كل الحكومات التي مضت، فما بالك اليوم واليمن في حرب ويدمر كل جميل فيها.

وعن مستقبل الفن ختم بقوله. في حال انتهت الحرب وجاءت قيادة صادقة موحدة تنهض بالتعليم وبالثقافة والفن فستنهض كل المجالات وما دون ذلك فلا.

القاهرة الحاضنة الأكبر

في القاهرة أسماء عديدة استقرت بعد أن شعرت بعدم الجدوى من الاستمرار داخل اليمن وكان لها رأيها حول واقع التشكيل ومسألة الهجرة.

وسام العنسي. مقيم في القاهرة منذ العام  2017، وهو صاحب رصيد واسع من التكريمات والجوائز وإقامة المعارض واللوحات الواقعية السحرية.

يقول: ازدادت صعوبة الحياة، الأمر الذي دفعنا إلى الهجرة، بعد أن مُنحنا العديد من الجوائز نتيجة لما قدمناه من أعمال تشكيلية إبداعية راقية، تعبر عن عراقة وحضارة شعب اليمن وتبرز جمال وتنوع بيئاته المختلفة، سواء في الريف أو المدن، وجمال وتنوع الفن المعماري والأزياء الشعبية.

يضيف. عندما اشتدت الحرب وانقطعت الرواتب وكل وسائل الحياة اليومية من ماء وكهرباء وغاز وانتشرت الأمراض أهمها الكوليرا، اضطررت للهجرة إلى مصر والتي احتضنت كل أعمالي وخضت تجربة ملهمة ومتميزة.

كما تشاركت مع زملائي هنا المعارض الفنية والمهرجانات والمؤتمرات الثقافية المتنوعة، متحدين كل الظروف، أمثال ردفان المحمدي ومحمد سبأ وعادل المجيدي والفنانة حنان القبيصي وابتسام العلفي وغيرهم.

وختم بأن الفن التشكيلي اليمني ذو أهمية كبيرة في أوساط الثقافات العربية والأجنبية ولا يقل عنها شأنا مهما كانت الظروف المحيطة به وسيستمر في حركته الراقية المتواترة وفي رسالته.

رأي مغاير وشخصي

محمد اليمني. فنان لديه نشاط متميز ومدرسة مختلفة يقيم العديد من الورش كان له رأي مغايير عن موضوع الهجرة.

يقول: "بالنسبة لموضوع الهجرة أعتقد أنني من الأشخاص الذين توافرت لهم فرص الهجرة ولم يهاجروا، وشخصياً أجد حضوري في الداخل أفضل من الهجرة ومعاناة الاغتراب".

أضاف. "لا أستطيع أن أتخيل نفسي بعيداً عن الوطن في هذا الظرف الصعب والمأساوي كما -وهذا رأي شخصي- أجد نفسي أنانياً لو بحثت عن الخلاص الفردي فقط".

سقف الحريات وغياب الفرص

ردفان المحمدي. أبرز الفنانين المهاجرين نشاطًا وحركة يقول: "بالتأكيد كل فنان يحاول البحث عن فرص حياة أجمل واكثر سلاما وأمانا وليست المادة هي كل شيء، فهناك فنانون يعيشون في اليمن بأفضل حالا من فنانين هاجروا إلى دول عربية".

يضيف. "إلا أن سقف الحريات في اليمن قليلة جدًا مما يجعل الكثير من الفنانين وفي كل التخصصات الفنية يفكر بالسفر لدول تحترم القيمة الفنية والإنسانية، ولا نخفي أن الجوانب المادية ستكون أفضل حالا لكثير من المبدعين إذا كانوا في دول أوروبية وفي أمريكا والصين، فهذه الدول لها اهتمامات عالية بالفن مما يجعل الفرص أفضل للفنان".

يشير في ذات السياق. "صحيح أن الفنان التشكيلي وفي كل الدول التي تهتم بالفن يعاني أيضا في بداية حياته من نقص الموارد وضعف الإمكانيات إلا أنه وبعد جهد ونضوج تجربته الفنية سيكون مستقبله أفضل وأحسن، عكس الفنان اليمني مهما حاول وعمل واجتهد لن يصل إلى ما سيصل إليه الفنان الأوروبي مثلا".

وحول الحد من هجرة الفنانين يقول. "للحد من ظاهرة الهجرة علينا أن نغذي المجتمع بأهمية الفنون، وعلى الدولة توفير القاعات وعمل نشاطات ثقافية دولية في اليمن، تستقطب فنانين من كل دول العالم ليعزز ذلك نوعا من الارتياح الفني لدى الفنان اليمني".

وختم في هذا المحور. "في الحقيقة يأتي الكثير إلى مصر لأنه يدرك أنه في كل المعارض التي تقام بمصر غالبا يتواجد فيها الكثير من الفنانين العرب، فضلًا عن رغبة الكثير بالسفر للمشاركة بالمعارض العربية".

إحصائية بعدد المهاجرين

>> هجرة الفنانين التشكيليين اليمنيين خارج البلد.. بحث عن وطنٍ جديدٍ وسلامٍ روحي

في هذه الجزئية التي تم تخصيصها للتذكير بابرز الأسماء المهاجرة وأماكن الإقامة فقط، لمعرفة حجم المعاناة والفوضى التي تعيشها اليمن منذ وصول المليشيا إلى الحكم.

عدد المهاجرين ما يقارب 68 فنانا في 20 دولة معظمهم في القاهرة (26) الرياض (19) فرنسا (5) تركيا (4) إضافة إلى 14 في دول أخرى.

-القاهرة: وسام العنسي، نعمان البارد، محمد سبأ، علي الخير، عادل المجيدي، ردفان المحمدي، صدام العدلة، أحمد الوصابي، إسماعيل الرديني، حمود الضبياني، خالد قادري، محمد القباطي، محمد الوصابي.

هيفاء الظفري، ابتسام العلفي، ميادة الورافي، أسرار عبده سليمان، عبير محمد، اجلال البريهي، نورا محمد ردمان، بشرى الحداد، حنان القبيصي، حياة مقبول، ريم السويدان، سمر الأغبري، فردوس محمد.

-الرياض - جدة - الجوف: الطاف حمدي، ريما قاسم، نوال القحطاني، عبير مذكور، إيمان العمودي، نوار آل السعيد، هند الشقاع، وسما حميد الدين، هيا الحمومي، شفاء الشعيبي، نور عمر.

أمين حاتم، وليد الكوماني، حسام الرديني، صادق غالب، عبد الكريم الوجيه، ماهر العولقي، عبيد باحميد، جمال العزيزي.

-باريس: ناصر الأسود، أمير الحذيفى، مراد سبيع، عمر العماري، فاطمة الويسي.

- اسطنبول: آمال عبد السلام، محمد العسلى، سماء جمال، محمد السعيدي.

- دول متفرقة: طلال النجار. السويد، محمد الهبوب. كندا، علاء الدين البردوني. إيطاليا، أمين ناشر. روسيا، ناعم عثمان العزيبي. الإمارات، نبيل قائد. المجر، عبد اللطيف الحكيمي. بريطانيا، رضوان الحميدي. الحبشة، علي غداف. هولندا، شفيق الصليحي. الكويت، مبارك حترش الكويت، انفال المغلس. الصين، عبدالله الصالحي. اسبانيا، عز الدين خالد عبد الرحمن. تونس.

قد يهمك أيضا

معرض جماعي فني يدمج الفن التشكيلي والتكنولوجيا في الجامعة الأمريكية بوسط القاهرة

 

اليمن تطل بسهولها وجبالها من على جدران جمعية الثقافة والفنون السعودية