دمشق ـ اليمن اليوم
أعلن في العاصمة السورية دمشق، عن وفاة المؤرخ والمحقق والمؤلف والمترجم الدكتور سهيل زكّار، عن عمر يناهز الـ84 عاماً. ويعتبر زكار واحداً من أهم المحققين العرب، خاصة بعد إنجازه موسوعته التي تعتبر من أكبر الموسوعات، وهي الموسوعة الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية، إضافة إلى عشرات الكتب ما بين التحقيق والترجمة والتأليف.
ولد المؤرخ الراحل في محافظة (حماة) السورية عام 1936، وحصل على شهادته في المرحلة الإعدادية عام 1952، ثم عمل في بعض مدارس ريف حماة، وعلى الرغم من ظروف العيش الصعبة التي كان يعاني منها، واضطراره للعمل ومن ثم الانخراط في الخدمة العسكرية الإلزامية، إلا أنه تمكّن خلالها من الحصول على الشهادة الثانوية عام 1956، ثم حصل على شهادة في التاريخ من جامعة دمشق، أوائل ستينيات القرن الماضي، وعمل بعدها بالتدريس، ثم تم إيفاده إلى بريطانيا، لإتمام دراسته العليا في جامعة لندن.
وبفترة وجيزة، استطاع زكار تعلم اللغة الإنجليزية كي يتمكن من الدراسة في الجامعة، بعدما كان التقى بالمستشرق الشهير برنارد لويس ونصحه بوجوب إتقان الإنجليزية، أولاً. وأعجب لويس بقدر المعلومات التاريخية التي يتمتع بها زكار، فأعفاه من إجراء معادلة شهادته الجامعية، خاصة بعد علمه أنه جاء إلى جامعة لندن، بعدما كان حقق كتابين هامين لخليفة بن خياط.
وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة لندن، نهاية ستينيات القرن الماضي، ثم استقر في سوريا، وعمل في التدريس الجامعي والبحث العلمي، ثم حقق عشرات الكتب الهامة في تاريخ التصنيف العربي.
يمتلك زكار في رصيده، عشرات الكتب والمجلدات ما بين تحقيق وتأليف وترجمة، ومن أشهر المجلدات التي قام بتعريبها وتصنيفها، كتاب المعجم الموسوعي للديانات والعقائد والمذاهب والفرق من فجر التاريخ. وقام بتحقيق كتاب "الفتن" للمروزي، وكتاب "الكامل في الضعفاء" لابن عدي، وكتاب "زبدة الحلب من تاريخ حلب" وكتاب "بغية الطلب في تاريخ حلب" لابن العديم، و"الحلل الموشية" لمؤلف أندلسي، وكتاب "النسب" لابن سلام، وكتاب "السير والمغازي" لابن إسحاق، و"طبقات" ابن خياط، وغيرها.
من أكبر موسوعات العالم
ويعتبر المحققون والمؤرخون، أن موسوعته "الموسوعة الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية" واحدة من أكبر الموسوعات التاريخية في العالم، إلى جانب موسوعات كبيرة أخرى، إذ تنطوي على أربعين مجلداً في قرابة خمسين ألف صفحة، وتتحدث عن تاريخ الحروب الصليبية، بدءاً من المشرق العربي، ثم المغرب الأندلس والبحر المتوسط، مروراً بالحركات الدينية في أوروبا الوسيطة ودورها في حصول الحرب الصليبية، انتهاء بما بعد الحرب الصليبية السابعة، واضعاً داخل موسوعته، أكثر من تعريب لمؤلفات غريبة تناولت تلك الحروب، فضلاً من المصادر العربية. لتكون موسوعته الكبرى، جامعة لجميع وجهات نظر المؤرخين والمؤلفين من مختلف المشارب واللغات، نزولا عند مبدئه في التأْريخ ألا وهو المبدأ العلمي، الذي يعلو عنده، على أي مبدأ آخر، كما كان يصرّح كثيراً في حواراته.
قد يهمك ايضا:
محمد بن زايد يلتقي الدفعة الأولى من نساء الإطفاء الإماراتيات