لندن ـ كاتيا حداد
طوّر العلماء البريطانيون جهازًا طبيًا حديثًا على شكل سماعات رأس، مصمم لمعالجة الصداع النصفي ومكن لأي شخص استخدامه، ويقوم الجهاز على اساس تسخين أذن واحدة في حين يتم تبريد الأخرى.
وكشفت دراسة جديدة أن المرضى الذين ارتدوا الجهاز لمدة 30 دقيقة يوميا خلال ثلاثة أشهر، قد انخفضت معاناتهم من هجمات الصداع النصفي المعتادة إلى النصف، كما تمكنوا من خفض استخدام العقاقير الوقائية، ويعتقد الباحثون أن الجهاز التجريبي يؤثر على الأعصاب في الأذن، مما يؤدي إلى تغييرات في جزء من جذع الدماغ يعتقد انه يشارك في إثارة الصداع النصفي، ويتم نقل درجات الحرارة المختلفة (42 درجة مئوية في إحدى الآذان و17 درجة مئوية في الآخرى) من خلال سماعات الأذن الألومنيوم داخل السماعات المبطنة.
وقال الطبيب النفسي الدكتور ديفيد ويلكينسون، من جامعة كينت البريطانية، الذي قاد الدراسة: إن "بعض الناس لا يحبون تناول دواء الصداع النصفي، والكثير منهم يتوقفون عن تناوله، لذلك هناك حاجة ضرورية للعلاجات غير الدوائية الفعالة"، واضاف: "لقد أظهرت دراستنا أن ارتداء هذا الجهاز يقلل بشكل كبير من عدد نوبات الصداع النصفي، ومستويات الألم، والحاجة إلى تناول الأدوية، كما ان العلاج يمكن القيام به في المنزل مع عدم وجود الخبرة التقنية وأيضا القليل جدا من التدريب."
على الرغم من أن الجهاز غير متوفر حتى الآن للشراء، يأمل الخبراء أن تمهد نتائج الدراسة، الطريق لمزيد من البحوث، علمًا أن الصداع النصفي يؤثر على واحد من كل عشرة أشخاص، وتشمل الأعراض ألم شديد وخفقان في منطقة واحدة من الرأس، والتي قد تكون مصحوبة بالغثيان أو القيء والحساسية للضوء والصوت، ويمكن ان تستمر الأعراض من أربع إلى 72 ساعة إذا تركت دون علاج، والسبب الدقيق للصداع النصفي غير معروف، ولكن يعتقد أنه ينتج بسبب نشاط غير طبيعي للدماغ يؤثر مؤقتا على إشارات الأعصاب والمواد الكيميائية والأوعية الدموية، فيما قد أفاد المرضى أن نوبات الصداع النصفي لها محفزات محددة، والتي تتراوح من بعض الأطعمة والروائح إلى الأضواء الساطعة وأنماط محددة.
وتشمل العلاجات تناول المسكنات أو أدوية تسمى "تريبتان"، والتي تعمل عن طريق تحفيز السيروتونين الكيميائية بالدماغ للحد من التهاب وتضييق الأوعية الدموية، ومع ذلك، هناك آثار جانبية لاستخدام التريبتان، بما في ذلك الوخز، او احمرار وشعور بالثقل في الوجه، وقد وجدت دراسة حديثة مؤخرا في جامعة سيدني أن الصداع النصفي قد يكون مرتبطا بنوع من الخلل في جذع الدماغ حيث وجدت ان اختلافات في المنطقة الجذعية للدماغ بين المصابين بالصداع النصفي وغير المصابين.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل البريطانية"، فإن الجهاز الجديد يسخر تقنية تعرف باسم التحفيز الدهليزي من السعرات الحرارية (CVS) لمنع الهجمات، وقد أظهرت بعض الدراسات الاستكشافية الصغيرة في وقت سابق أن "CVS" يقلل الألم أثناء هجمات الصداع النصفي، ولكن لم يتم استخدامه من قبل كعلاج.
وفي تجربة شملت 81 مريضا أفاد أولئك الذين يستخدمون الجهاز بحصولهم على نتائج أفضل بكثير من مجموعة أخرى تستخدم الدواء الطبي.وقد انخفضت آلام الصداع وكان هناك أيضا انخفاض بنسبة 51.3٪ في استخدام الأدوية المضادة للصداع النصفي، وهناك دراسة أخرى جارية في جامعة كينت مما يدل على أن نفس الإجراء التحفيزي يمكن أن يقلل من الأعراض لدى مرضى السكتة الدماغية.