تناول "الأسبرين" يمنع السرطان

كشفت دراسة حديثة، أنَّ تناول الأسبرين قد يُساعد في منع عدة أنواع من مرض السرطان، حيث توصلت التجربة التي شارك فيها أكثر من نصف مليون شخص، أنّ تناول الأسبرين على مدى طويل يقلل مخاطر الإصابة بسرطان المريء والكبد بما يقترب من النصف، بينما يخفض فرص الإصابة بسرطان الأمعاء للربع.
 
ويُعتقد أنَّ الأسبرين، المعروف بالفعل بحماية الدماغ من السكتات القلبية الدماغية، يقضي على الإنزيمات التي تساعد في نمو الأورام، ووُجد أنَّ الدواء رخيص السعر، يُقلل فرص الإصابة بسرطان الدم، والرئة والبروستات، على الرغم من تحذير الخبراء بأنه قد يكون أقل نفعًا بالنسبة للنساء وقد يتسبَّ في حدوث نزيف أو تقرحات في المعدة.


 
وأجريت الدراسة التي تتبعت المرضى لنحو 14عامًا، في جامعة هونج كونج الصينية، ويقول المؤلف الرئيس للدراسة، البروفسور كليفين توسي: "إنَّ النتائج تثبت أنَّ الاستخدام طويل المدى للأسبرين يمكن أن يُقلل مخاطر تطور العديد من أنواع السرطان المختلفة"، مضيفًا "أنَّ الشيء الجدير بالملاحظة هو أهمية النتائج بالنسبة للأورام الخبيثة في الجهاز الهضمي، حيث يكون تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان أكثر وخصوصًا بالنسبة لسرطان الكبد والمريء".
 
وقارنت الدراسة، التي من المقرر أن تعرض في المؤتمر الأوروبي لأمراض الجهاز الهضمي، بين 400 ألف من مستخدمي الأسبرين وأكثر من 200 ألف الذين يتعاطونه على الأقل خلال 6 أشهر، وكان مستخدمي الأسبرين يتناولون الأقراص لمدة أكثر من 7 أعوام ونصف.
 
وأصيب تقريبًا واحد بين كل 6 أشخاص، ولكن بالنسبة لهؤلاء الذين كانوا يتناولون الأسبرين بانتظام كانت فرص إصابتهم أقل بنحو 47% بسرطان الكبد أو المريء، ووجد الخبراء أيضًا تقليص هام لفرص الإصابة بسرطان المعدة تصل إلى "38%"، وسرطان البنكرياس "34%" وسرطان المعدة "24%".
 
ويُعتقد أن الأسبرين يمنع مسارات إنزيمات بروستاغلاندين-أندوبيروكسيد في الجسم، ويبدو أنَّ الجزيئيات، التي تتسبب أيضًا في الإلام والحمى، يُساعد الجسم في إنتاج الأوعية الدموية المطلوبة لدعم النمو السريع وانتشار الأورام السرطانية، وقد تساعد أيضًا الخلايا السرطانية في التضاعف ووقف آلية دفاع الجسم الطبيعية والتي تمنع الإصابة بالسرطان عبر دفع الخلايا السرطانية للانتحار.
 
ووجدت الدراسة أنَّ مستخدمي الأسبرين كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستات بنسبة 14 في المئة، وأقل عرضة للإصابة بسرطان الدم بنسبة 24 في المئة، وأقل عرضة للإصابة بسرطان الرئة بأقل من الثلث، بينما لم يجد الباحثون تأثيرًا وقائيًا على سرطان الثدي أو المثانة أو سرطان الكلى.
 
وقال جوديث برودي، عن سرطان الأمعاء: "سرطان الأمعاء هو رابع أنواع السرطان الأكثر شيوعًا في المملكة المتحدة وثاني أكبر سرطان قاتل، ومن المهم أن ندرك العوامل التي يمكن أن تلعب دورًا في الوقاية والمساعدة في تقليل عدد حالات سرطان الأمعاء".