الماريغوانا

توصّل مسح جديد إلى أن معظم الأميركيين سرعان ما يمتنعون عن تناول الكحول أكثر من الماريغوانا لأنهم يرون أنها عشبة آمنة، وفي استطلاع للرأي أجري على أكثر من 1000 شخص قال 57٪ منهم إنه إذا تمكنوا من إضفاء الشرعية على شيء واحد فقط من الاثنين، فسيكون القنب، في حين اختار الـ43٪ المتبقون الكحول.

ووجد الباحثون في مراكز الإدمان الأميركية أن هذا الأمر يرجع إلى حقيقة أن الناس يرون أن القنب أكثر أمانا من الكحول، حتى الأشخاص الذين لا يتناولون العشبة الضارة يعتقدون بأنها أكثر أمانا بنسبة 25٪ من شرب الخمر، وأقل بكثير من ناحية الإدمان.

وحذّر الخبراء من آثار الماريغوانا المدمرة إذ يمكن أن تسبّب في اضطراب الذاكرة والمزاج، وأن تؤثّر على التحكم في العضلات وغيرها، والأكثر غرابة أن الماريغوانا مقبولة على نطاق واسع في المجتمع العلمي رغم ما يمكن أن تسببه من إدمان، لدرجة أن بعض العلماء الممولين من قبل الحكومة الفيدرالية يتسابقون على تطوير دواء لتخفيف أعراض الانسحاب لمدمني العشبة الضارّة الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين.
وأصبحت ميتشيغان الولاية العاشرة التي تضفي الشرعية على الماريغوانا الترفيهية، بينما أصبحت أوكلاهوما الولاية الثلاثين لإضفاء الشرعية على الماريغوانا الطبية.

واكتسبت الماريغوانا المزيد من القبول والقوة حين ظهرت المزيد من الأبحاث عن الفوائد الطبية لها، وعلى عكس معظم العقاقير غير القانونية الأخرى، من المستحيل تناول جرعة مفرطة منه. ورغم أن الكحول قانوني في جميع أنحاء البلاد فإن له تأثيرات قاتلة، حيث يموت أكثر من 88000 شخص سنويا بسبب حالات مرتبطة بالكحول، مع ارتفاع المعدلات بين النساء.

ويستهلك الأشخاص الماريغوانا أكثر من الكحول لأسباب لا حصر لها، ويبدو أن نظرة الشخص المتغيرة إلى الماريغوانا تؤثر على نظرتهم إلى الكحول والعكس، كما أن استهلاك الماريغوانا قد تكون له علاقة بالتوقيت، حيث قضى مسؤولو الصحة العامة عقودا من الزمن لخفض معدلات المشروبات الكحولية، بدأ هذا بالفعل في إحداث تراجع في العقد الماضي، وفي الوقت نفسه بدأت حملات التعرف على الماريغوانا. الأهم من ذلك، أن القنب يستخدم للأسباب نفسها كالكحول وأكثر من ذلك.

ويستخدم الكحول بنسبة 78.8 في المائة للاختلاط والتخلص من القيود، و77.7 في المائة للاحتفال، و62.3 في المائة للمتعة، وفقا إلى مسح جديد، بينما كانت أسباب تعاطي القنب أكثر تنوعا، وكان السبب الأكثر شيوعا بالنسبة إلى 41.1٪ من المستجيبين هو مواجهة الإجهاد، يليه 39.1٪ للحصول على المتعة، و33.9٪ للاختلاط الاجتماعي و37.3٪ للنوم، بينما كان اختيار الكحول أكثر شيوعا من الماريغوانا للاسترخاء بعد العمل، لكن لماذا يخاف الناس من استخدام الكحول أكثر من القنب؟ وعندما سئلوا عما إذا كانوا قلقين بشأن تأثيرات الكحول أو القنب أعربوا عن قلقهم بشأن الكحول أكثر من القنب، إذ قال الجميع تقريبا إن الكحول يثير السلوك العام ويسبب إدمانا كبيرا، ويمكن أن يغير مظهر الوجه، كما كانوا قلقين أيضا بشأن تسبب الكحول في العديد من الأمراض، كما قالو إنه يسبب السمنة، وكل هذه المخاوف تفوق بكثير أي مخاوف بشأن الماريغوانا.