السير أثناء النوم

كشفت دراسة حديثة، أن الناس الذين يعانون من اضطراب "السير أثناء النوم" يمتلكون مهارات متعددة مقارنة بذويهم، ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الأشخاص الذين يسيروا أثناء النوم هم الأكثر عرضة لعملية "التوجيه التلقائي"، حتى إذا كانوا مستيقظين.
 
وتوصل الباحثون إلى هذا الاكتشاف عقب اختبار لقدرة السائرين وهم نيام، والمعروفين علميًا باسم "سومنامبوليستس" على تجاهل الانحرافات أثناء السير، ووجدوا أن الأشخاص الذين يميلون إلى السير وهم نيام يتأثروا بشكل أقل إلى التراجع عقب الوصول إلى هدف ما، حيث يكونون أقل ترددًا في اتخاذ القرارات، وكانوا قادرين على الاستمرار في المشي على النحو الطبيعي مقارنة مع ذويهم الذين كانوا أكثر عرضة للتخلص من المهمة في وقت أكبر، وهذا يشير إلى أنهم لديهم مهارات وقدرات متعددة على عكس الأناس الطبيعين.
 
ويُعتقد أن المصابين باضطراب المشي أثناء النوم - يمكنهم القيام ببعض الإجراءات المعقدة بالإضافة إلى المشي، ارتداء الملابس، وقيادة سيارة، أو العزف على آلة موسيقية - ويؤثر هذا الاضطراب على 2: 4 في المئة من البالغين، وأكثر من 10 في المئة من الأطفال على الرغم من أن معظمهم سيتخلص منه بحلول سن البلوغ.
 
وقال الدكتور أوليفر كاناب، وهو محاضر في علم الأعصاب الإدراكي في جامعة سنترال لانكشاير: "تقليديًا، لم يعرف سوى القليل عن علامات السير أثناء النوم، وذلك أساسًا بسبب صعوبة التحقيق في هذه الحالة تجريبيًا.. تقدم أبحاثنا نظرة عامة عن هذا النوم من اضطرابات النوم لتوفر صلة علمية واضحة بين العمل، والوعي، والنوم."
 
ومن خلال التجارب على بعض ممن يعانون من السير أثناء النوم، قسم فريق العمل المتطوعين إلى مجموعتين الأولى من المرضى والثانية من الأناس الطبيعين، كلاهما ارتدى سماعات الواقع الافتراضي وطلب منهم السير مع "الرموز" نحو الهدف المرئي، ثم تكرار المهمة بالمشي إلى الوراء في سبع خطوات، وسجل العلماء سرعة المشي ودقة الحركة أثناء قيامهم بذلك.
 
وكشفت نتائج التجربة، التي نشرت في المجلة العلمية "Current Biology"، أن الأشخاص العاديين تباطأت حركتهم بشكل ملحوظ عند الرجوع إلى الوراء، ولكن لم تتأثر حركة الذين يسيرون أثناء النوم.
 
وأكد البروفيسور أولاف بلانكي، رئيس مختبر علم الأعصاب الإدراكي في مدرسة "بوليتكنيك فيدرال لوزان" في سويسرا، الذي شارك في البحث: "وجدنا أن السائرون أثناء النوم واصلوا السير بنفس السرعة، وبنفس الدقة كما كانوا من قبل، وكانوا أكثر وعيًا لتحركاتهم على عكس ذويهم"، مضيفًا "يعد البحث هو الأول من نوعه في مجال رصد العمل، وتوفير المؤشرات الحيوية الهامة للسائرين أثناء النوم."