مرضى السرطان

كشفت دراسة بريطانية حديثة أن مرضى السرطان الذين يبعدون أكثر من ساعة عن أقرب مستشفى رئيسي لهم، يتم تشخيصهم وعلاجهم بصورة أسرع من أولئك الذين يعيشون في مكان أقرب، ولكنهم أكثر عرضة للوفاة. 

وقد وصف البحث، وهو الأول من نوعه، بأنه "مفارقة جغرافية للسرطان" من قبل أكاديميين في جامعة أبردين باسكتلندا. ويقول الخبراء إن متوسط ​​العمر المتوقع قد يكون أقل لأولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية لأن المسافة الطويلة للسفر قد تحد من خيارات العلاج والتأثير، فيما إذا كانوا يقررون متابعة الرعاية التي تساعد على تعزيز فرص بقائهم على قيد الحياة.
 
وأشار الدكتور بيتر مورشي، المستشار الطبي في جامعة أبردين، الذي قاد الدراسة: إلى "أن هذه النتائج المتناقضة عن الوقت المناسب لتشخيص المرض ومعدلات الوفاة محيرة للغاية، ولكن يمكننا القول إن العيش في المناطق الريفية مثلا حيث يجب عليك السفر أكثر لتلقي العلاج قد يحد من خيارات العلاج بعد إجراء التشخيص". 

وأوضح: "هناك أدلة على ذلك، حيث أنه عندما تواجه اثنين من خيارات العلاج، فالمريض قد يزن التكاليف من حيث الوقت والنفقات والسفر ضد الفوائد المتصورة، على سبيل المثال، فإنه قد يختار إجراء عملية جراحية بدلا من الخضوع للعلاج الكيميائي للحد من إهدار الوقت في المستشفى".
 
وأشار الدكتور مورشي: "كما أن وقت السفر الطويل أو الصعب إلى مركز السرطان أو المستشفى يمكن أن يؤدي أيضا إلى الحد من متابعة العلاج بعد الابتدائي، مع ما يترتب على ذلك من آثار على الإدارة الفعالة لآثار العلاج وحاجات المتابعة الأخرى". 

وقام الفريق بتحليل بيانات أكثر من 12 ألف مريض من مختلف أنحاء شمال شرق اسكتلندا وشمال اسكتلندا والجزر الشمالية.

وقد نظروا في وقت السفر إلى أقرب مستشفى رئيسي، والوقت الذي يستغرقه العلاج للبدء ومعدلات بقائهم على قيد الحياة خلال عام واحد.

وأظهرت النتائج أن المرضى في الجزر الشمالية كان من المرجح أن يبدأوا العلاج بنسبة 32٪ في غضون 62 يوما من إحالتهم للطبيب العام أو طبيب الطوارئ، مقارنة مع أولئك الذين يعيشون بالقرب من مركز العلاج.

أما أولئك الذين يعيشون في البر الرئيسي والذين يعيشون على مسافة أكثر من ساعة من السفر لمركز علاج السرطان فكان لديهم نسبة 42 في المائة لبدء العلاج في غضون 62 يوما من إحالتهم للطبيب العام من أولئك الذين يعيشون أقرب. 

كما وجدوا أن سكان الجزر الشمالية كانوا أكثر عرضة بنسبة 72 في المائة لإجراء التشخيص والعلاج في نفس اليوم أو في اليوم التالي مقارنة بمن يعيشون في مكان قريب. 

ويقول الفريق إن النتائج تشير إلى تناقضات كبيرة وأنه يجب القيام بالمزيد لتحليل كيفية تفاعل الأشخاص المصابين بالسرطان مع الخدمات المتخصصة بعد تشخيصهم. ويُذكر أن البحث الذي نشر في المجلة البريطانية للسرطان هو أول بحث علمي لدراسة تأثير عبء السفر على عملية تشخيص السرطان