الجرعة الزائدة من عقار "الباراسيتامول"

كشفت الأبحاث الحديثة، عن ترياق معجزة "مضاد للسموم" يمكنه إنقاذ ضحايا الجرعة الزائدة من الباراسيتامول، ووفقًا لصحيفة بريطانية، فإن الباحثين استطاعوا تطوير علاج يحمي الكبد من الأضرار القاتلة التي تلحق به، نتيجة أخذ الشخص جرعات زائدة من عقار "الباراسيتامول".

وأشار الباحثون إلى أن الدواء يجب إعطاءه في حالات الطوارئ، في غضون ثماني ساعات من تناول الجرعة الزائدة، لمنع وصول المادة الكيميائية القاتلة إلى مستويات يصعب التعامل معها، وأكدت التجارب أن الترياق لا يفيد بأي شكل من الأشكال بعد مرور 36 ساعة، من أخذ جرعة زائدة من "الباراسيتامول" الذي يعد أحد أشهر مسكنات الألم، ومخفضات الحرارة، والأكثر شيوعًا فى التداول دون وصفة طبية في العالم، كما يدخل في تركيب معظم أدوية البرد والأنفلونزا، وهو ما يؤدي أحيانًا إلى أخذ المرضى لجرعات عالية منه.

ووفقًا للإحصائيات البريطانية، يحتاج أكثر من 50 ألف مريض سنويًا إلى العلاج نتيجة الجرعات الزائدة من الباراسيتامول، منهم 200 حالة تنتهى بالوفاة.

ويعمل الترياق الجديد "N-acetylcysteine"، على منع الضرر الناجم عن مادة كيميائية تسمى "NAPQ" التي يطلقها الكبد، استجابة لارتفاع مستويات الباراسيتامول والذي يسبب الموت، واوضح الباحثون إلى ان الترياق الجديد، يعمل بطريقة مختلفة داخل الخلايا لحمايتها من السلسلة الكيميائية للأحداث التي تؤدي إلى الضرر.

ومن المقرر أن يجرى البروفيسور جيمس عزيزى، خبير علم السموم بالمملكة المتحدة، أول تجربة سريرية على 24 مريضًا فى "أدنبرة" فى وقت لاحق من هذا العام، والعنصر النشط من الترياق الجديد مرخص بالفعل، كعلاج لمنع تلف الأعصاب الناجم عن العلاج الكيميائي، وهو ما سيساعد فى سرعة الموافقة عليه.

من جانبه يقول الدكتور دير، الذي يعالج ضحايا الجرعات الزائدة من الباراسيتامول: انه "خلال ال 24 ساعة الأولى بعد التسمم، فإن الناس عادة ما تعاني من أعراض قليلة أو معدومة، لذلك العديد من المرضى يأتون إلى المستشفى في مثل هذه المرحلة المتأخرة، ولا يؤدي العلاج القياسي الحالي  لمنع فشل الكبد الحاد".

وأضاف: أن "العلاج الحالي يحد فقط من الضرر، إذا وصل المرضى في وقت مبكر للمستشفى، ولكن للأسف في كثير من الحالات الناس لا يعرفون أنهم قد تناولوا جرعة زائدة، فلا يدركون الحاجة الملحة للحصول على المساعدة".

الجدير بالذكر ان جرعة من الباراسيتامول أعلى قليلا من الكمية الموصى بها يوميا يمكن أن تسبب تلف شديد، وأحيانا مميتا للكبد.

كما ان الجرعة الزائدة المتعمدة من الباراسيتامول هي الطريقة الأكثر شيوعا لمحاولات الانتحار بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19.

وقد انخفض عدد الوفيات الناجمة عن التسمم إلى النصف منذ أن انخفضت أحجام العبوات من 32 إلى 16 في عام 1998، ولكن يمكن شراء كميات أكبر من الصيدلية.