يستطيع الجراحون البريطانيون، استبدال عظام الساق والأرداف بمساعدة جذرية من "روبوت" يعمل كـ"مساعد"، ما يتيح الدقة المتناهية، والتي تعني نجاح العملية بكفاءة ودقة تفوق دقة الأطباء حيث يدوم زرع العظام إلى الأبد، فعادة ما تستمر مفاصل الأرداف الاصطناعية ما بين عشرة وعشرين عامًا، ويمكن أن تؤكل خلال عمر المريض، وهذا يتوقف على متى كانت العملية الأولى للمريض ومدى نشاطهم وحركاتهم.

ومن الأسباب التي تجعل عملية زرع المفاصل الاصطناعية تفشل، هي أن هذه المفاصل الاصطناعية غير متناظرة مع التشريح للمريض، وهذا يؤدي إلى احتكاكهم ببعضهم البعض ومع مرور الوقت تتأكل، ولكن الروبوت "ماكو" الذراع الآلية التي توجه يد الجراح، يمكن أن يحسن تلك العملية إلى حد كبير، إذ يقارن ما إذا كانت حركات يد الطبيب تتماشى مع صورة الأشعة المقطعية 3D للمريض.

الصورة تسمح للكمبيوتر لتنفيذ واختيار أفضل زاوية لوضع المفصل الكروي الحقي، بحيث يطابق الموقع الأصلي بأقرب دقة ممكن، وأثناء الجراحة، الذراع الروبوت والطبيب على حد سواء يمسكان الأدوات، فإذا كان الجراح لا يستطيع بالضبط تحديد المنطقة الصحيحة، فالروبوت يدفع يد الجراح إلى الموضع الصحيح.

ويوضح الاستشاري جراح العظام البروفيسور روبرت ميدلتون، الذي كان يستعين بروبوت في مستشفى نوفيلد بورنموت، منذ الخريف الماضي: "هناك حد لما يمكن للعين البشرية واليدين القيام به في الوصول إلى نقطة الزرع والتركيب الاصطناعي"، مضيفًا: "يمكن للطبيب أن يصل عادة إلى نقطة خمسة أو 10 ملم باليد، ولكن مع روبوت مساعد فالأمر سيصل إلى 1-2 ملم".

وأشار ميدلتون: "أنا ما زلت أجري العملية ولكن الذراع الروبوت يرشد يدي إلى المكان الصحيح ويجعلني أفعل كل شيء بدقة قدر الإمكان. فإذا وصلت إلى أكثر من اثنين مليمتر، فإنه لا يدفع فقط لي، ولكن تظهر أضواء حمراء على شاشة الكمبيوتر تنبهني"، ويأمل في أن يحقق هذا الاكتشاف الجديد ثروة من الفوائد للمرضى، ويقوم الآن بإجراء تجربة في جامعة بورنموث على آثاره على المدى الطويل.

وأكدت دراستان حديثتان، دقة الروبوت وفعاليته وكفاءته في مساعدة الطبيب، وفي الوقت الحاضر، الروبوت متاح فقط في مراكز خاصة في بورنموث، إكستر، ادنبره ولندن، فيما تتكلف الجراحة نحو 12،000 جنيه إسترليني، بما في ذلك إعادة التأهيل.

وقال بيتر فليندرس ،75 عامًا، من بورنموث، إنه خاض عملية زرع مفاصل باستخدام الروبوت، مؤكدًا أن العملية التي أجراها عن طريق الروبوت لم تسبب له أي ألم، وترك بعدها العكازات والعصى في أثل من 3 أسابيع، كما كان يسير لمسافات طويلة في نحو خمسة أسابيع.