الاكتئاب والقلق الذي يصيب، طلبة الجامعات

أصاب الاكتئاب والقلق في السنوات الأخيرة، طلبة الجامعات بمعدلات تبعث الانزعاج، كما لوحظ في أحدث تقرير لمركز الصحة العقلية الجماعية أن القلق والاكتئاب هي الأسباب الرئيسية التي يسعى طلاب الجامعات للمشورة بشأنها، وتبيّن البحوث أن ما يقرب من واحد من كل خمسة طلاب جامعات يتأثرون بالقلق أو الاكتئاب.

تعدّ وسائل الإعلام الاجتماعية والتكنولوجيا من أخطر العوامل التي تؤدي إلى الاكتئاب، والاستخدام المفرط لكل منها يميل إلى إحداث تفاعلات اجتماعية ضعيفة وزيادة الشعور بالعزلة، كما أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يعزز منافسة معينة بين الحياة الحقيقية والحياة الافتراضية للشخص، وهذا هي تشبه لعبة شدّ الحبل بين كونه منغمس في نشر الخبرات على وسائل الإعلام الاجتماعية، وإرسال النصوص والتقاط الصور السيلفي بدلا من التمتع بلحظة فيما يستحق.

ويعيش العديد من طلاب الجامعات حياة افتراضية وحياة مزدوجة، والحياة الافتراضية تتنافس وأحيانا تصبح أكثر أهمية من الحياة الحقيقية، هذا لا نراه فقط في الحياة اليومية ولكن تم توثيقه جيدا في الدراسات البحثية، وقد وجدت العديد من الدراسات الأخرى أن إدمان الهاتف المحمول، فضلا عن استخدام الهاتف الذكي الزائد، يرتبط أيضا مع زيادة اضطراب النوم، والاكتئاب، والقلق والإجهاد الكلي، وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أن ما يقرب من 50 في المائة من طلاب الجامعات أشاروا إلى أنهم يستيقظون في الليل للرد على الرسائل النصية، ووجدت الدراسة نفسها أن المزيد من الناس يقومون باستخدام التكنولوجيا خلال ساعات نومهم، مما أضعف جودة نومهم وأدى إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق.

ولكن هناك جناة آخرين، مثل الرغبة في الدخول إلى كلية جيدة - والبقاء في الكلية مع تحقيق درجات جيدة، ولتحقيق هذه الأهداف، ليس من غير المألوف أن يلتمس الطلاب وأولياء أمورهم المساعدة الكيميائية، ففي السنوات الخمس الماضية، ارتفع عدد الطلبات التي تلقيتها من طلاب المدارس الثانوية والكلية وأولياء أمورهم للمنشطات مثل ريتالين و أديرال.

وتقدم هذه الطلبات قبل إجراء امتحانات رئيسية، مثل النهائيات، مثل امتحان القبول بكلية الطب، وعادة ما أرفض هذه الطلبات، وبدلا من ذلك أوصي بإجراء تقييم نفسي شامل لإجراء تشخيص دقيق وتحديد العلاج الأنسب، في حين أن هذه الأدوية يمكن أن تكون فعالة جدا وموصوفة بأمان في المرضى الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، إلا أنه هناك مخاطر كبيرة عندما يتم استخدامها لأسباب أخرى، ومن المعروف أن الآثار الجانبية لأدوية ريتالين و أديرال تشمل القلق والاكتئاب، هذا الخطر يكون أعلى من ذلك لدى الأشخاص الذين يتناولون الدواء لسبب غير معتمد أو الذين لا يتناولون الدواء كما هو محدد.

وثمة عامل آخر هو أن معدلات الاكتئاب في مجتمعنا قد زادت بشكل ملحوظ على مدى السنوات الـ 20 الماضية، وهذا يعني أن المزيد من آباء طلاب الجامعات لديهم معدلات أعلى من الاكتئاب، وبما أن الاكتئاب له مكون وراثي كبير، فإن خطر الاكتئاب لدى أطفال لوالدين مكتئبين أعلى بكثير مما هو عليه في عامة السكان، كما أن طلاب الجامعات الذين أفادوا بأنهم ضحايا للتسلط والبلطجة في المدارس الثانوية - التي تضاعفت تقريبا في العقد الماضي - كان لديهم أيضا معدلات أعلى بكثير من القلق والاكتئاب.

ويرتبط تدخين السجائر بمزيد من مشاكل النوم لدى طلبة الجامعات وزيادة خطر الاكتئاب والقلق، ولحسن الحظ، يستمر معدل تدخين السجائر واستخدام السجائر الإلكترونية في الانخفاض مع انخفاض معدل استخدام الشهر الماضي إلى نحو 16 في المائة من طلبة الجامعات في عام 2016، فطلاب الجامعات ذوي تاريخ من اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه لديهم أيضا معدلات أعلى بكثير من القلق والاكتئاب، ويقدر أن ما بين 2 إلى 8 في المائة من طلاب الجامعات يعانون من أعراض هذا الاضطراب.