العلاقات الأسرية

وجد العلماء أنه يمكن الاستفادة من الوقت بجودة عالية، عن طريق الوسائط الرقمية التي تعزز العلاقات الأسرية وتساعد الوالدين على الارتباط مع أطفالهم، وذلك لأن التكنولوجيات، مثل الهواتف الذكية والتطبيقات، تساعد الأطفال وأولياء الأمور البقاء على اتصال أفضل، فيجب على الأسر أن تتبنى استخدام وسائل الإعلام الرقمية ولا تتجنبها، وفقا لأبحاث جديدة .

وتقول سونيا ليفينغستون من كلية لندن للاقتصاد، استنادا إلى دراسة استقصائية شملت أكثر من 2000 من أولياء أمور الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 17 عاما، " أن الأسر الحديثة تبدو وكأنها تجد طرقا تتعايش داخلها واستبدلت الأنشطة التقليدية بالأجهزة الرقمية. كما يقول التقرير:"خلافا لما قد نعتقده و بدلا من الطرق الراسخة للتفاعل واللعب والتواصل تجد وسائل الإعلام الرقمية وسيلة الجلوس جنبا إلى جنب تقرب الجميع، فهي على الأقل تجمعهم في مكان واحد .

وتأكد الدراسة أن العائلات البريطانية تأكل، تتسوق و يشاهدون التلفزيون معًا، ويستخدمون ألعاب الفيديو، والتكنولوجيا التعليمية الحديثة معًا ". ومع استمرار استخدام الإنترنت، يقول ثمانية من كل عشرة آباء أنهم يتناولون وجبات الطعام ويشاهدون التلفزيون أو الأفلام مع أطفالهم كل أسبوع، فيما أكد أكثر من نصف ذلك العدد أنهم لا يزالون يلعبون ويقرأون مع أطفالهم، فضلا عن كونهم يستخدموه لتقريب العائلات معا، ووجدت الدراسة أيضا أن الآباء يستخدمون الإنترنت كأداة تعليمية لمساعدتهم . فعلى سبيل المثال، قال ثلاثة من كل عشرة آباء أنهم يستخدمون الإنترنت للحصول على معلومات صحية تتعلق بأطفالهم، وأربعة من كل عشرة يستخدمونها لتحميل أو بث المحتوى لأطفالهم ونحو نصفهم قالوا أنهم يستخدمونه لأغراض تعليمية.

ومن المرجح أن يظل الأطفال المراهقون على اتصال بآبائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي فهم لن يتوقفوا عن روية أصدقائهم و إجراء مكالمات فيديو، فيما يؤكد جوستين روبرتس مؤسس ومدير مشروع "سي اي او" أنه: "يمكن للوالدين الذين نشئوا دون الإنترنت أن يرتبكوا بين المصطلحات على شبكة الإنترنت ويكونوا أكثر صرامة على عكس الآباء الآخرين"، في حين تعتقد سونيا ليفينغستون أن الحد من ’مقدار الوقت‘ الذي يقضيه الطفل على الجهاز ليس بالضرورة مفتاح أمن لأنه أقل مثلًا ، ويشير غاردنر مدير مركز الإنترنت الأكثر أمنا في المملكة المتحدة: "يتوفر اليوم الإنترنت الآمن، و هو فرصة جيدة للآباء ومقدمي الرعاية لاستكشاف الإنترنت مع أطفالهم وإجراء محادثة حول استخدام التكنولوجيا بأمان وإيجابية."