لندن _ كاتيا حداد
توصّلت دراسة جديدة إلى أن الأطفال سجلوا تحسنا أقل في الاختبارات الإدراكية إذا كانوا يتناولون وجبات عالية في السكر أو أمهاتهم قد استهلكت الكثير من الأشياء الحلوة أثناء فترة الحمل.
الأطفال الذين لديهم عادات غذائية غير صحية يكونون أقل ذكاء
وجدت دراسة لجامعة هارفارد نشرت هذا الأسبوع أن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم كميات كبيرة من الأطعمة المصنعة وشربوا المشروبات الغازية السكرية أثناء الحمل حققوا درجات أقل في الاختبارات المتعلقة بالتعلم والذاكرة وحل المشكلات والمهارات اللفظية, وبالمثل، وجدوا أن الأطفال الذين لديهم عادات غذائية مماثلة، والتي تنتقل عادة من والديهم، يكونون أقل ذكاء, على الجانب الآخر، عندما تناولت الأمهات والأطفال الوجبات الغذائية التي كانت عالية في الفاكهة، والتي تحتوي على ما يسمى بالسكريات السليمة، تحسنت النتائج بشكل ملحوظ.
جمعية القلب الأميركية توصي بتناول ما لا يزيد على 10 ملاعق صغيرة من السكر يوميا
وحذر المسؤولون الصحيون منذ عقود من ارتباط السكر بالمشاكل الصحية مثل البدانة والسكري، لكن هذه الدراسة هي أول دراسة تربط بين هذه المواد وتطور الدماغ المبكر, وتوصي جمعية القلب الأميركية بتناول ما لا يزيد على 10 ملاعق صغيرة من السكر كل يوم, ومع ذلك، فإن متوسط الاستهلاك اليومي للبالغين الأميركيين يزيد على ضعف ذلك أي 22 ملعقة شاي، أي ما يعادل نحو 350 سعرة حرارية, ويستهلك الأطفال الأميركيون أكثر من ثلاثة أضعاف الكمية الموصى بها أي 32 ملعقة صغيرة, وكان المسؤولون الصحيون يحذرون الأميركيين من تقليل كمية السكر التي يتناولونها خلال العقود الثلاثة الماضية، لكن الأبحاث أظهرت أن عادات الاستهلاك لم تتغير كثيراً, وتم ربط الوجبات الغذائية عالية السكر بمجموعة من المشكلات الصحية بما في ذلك السمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وجدت الدراسة أن الأمهات يستهلكن أكثر ثلاث مرات من 15 غرامًا الموصى بها يوميا
تشير الدراسة، التي نشرت هذا الأسبوع في المجلة الأمريكية للطب الوقائي، إلى أن الآثار الضارة لنظام غذائي عالي السكر تبدأ قبل ولادة الطفل, فقالت جوليانا كوهين، الباحثة الرئيسية في كلية ميريماك ومدرسة في جامعة هارفارد: "كان الهدف من دراستنا هو فحص العلاقات بين الحمل واستهلاك السكر على معرفة وإدراك الطفل, وبالإضافة إلى ذلك، قمنا بفحص العلاقة بين استهلاك الأم والطفل للمشروبات المحلاة بالسكر، والمشروبات الأخرى بما في ذلك مشروبات الصودا والعصائر والفاكهة على معرفة وإدراك الطفل", فجمع الباحثون معلومات غذائية من أكثر من 1000 امرأة حامل في ماساتشوسيتس بين عامي 1999 و2002، بالإضافة إلى معلومات حول وجبات أطفالهن خلال فترة الطفولة المبكرة, وتم تسجيل القدرة المعرفية لكل طفل على أساس مهارات قياس الاختبارات بما في ذلك المفردات وقدرة حل المشكلات، مرة في سن الثالثة ومرة أخرى في سن السابعة, تم العثور على أن متوسط ما تستهلكه الأم ما يقرب من 50 غراما من السكر يوميًا، وهو أكثر ثلاث مرات من 15 غراما يوميا الموصى بها, وكان أكبر مصدر للسكر للأمهات هو المشروبات المحلاة بالسكر مثل المشروبات الغازية والمُحليات المضافة من الأطعمة عالية المعالجة.
العلاقة بين استهلاك السكر المتزايد وانخفاض القدرات المعرفية والإدراكية
كشفت النتائج أن الأمهات اللواتي استهلكن أكثر من 50 غرامًا من السكر يوميًا أنجبن أطفال لديهن درجات أقل في الإدراك عندما يتعلق الأمر بالقدرة على الذاكرة وحل المشكلات أكثر من الأمهات اللاتي تناولن طعاما طبيعيا أكثر, وكانت العلاقة بين المشروبات الغازية المحلاة بالسكر خاصة أثناء الحمل مرتبطًا بالنتائج الأقل لكل من المعرفة اللفظية والمهارات غير اللفظية, ومع ذلك، ارتبطت المشروبات الغازية مع ضعف القدرات الحركية والقدرات البصرية والمرئية البصرية في سن الثالثة والقدرات اللفظية في سن السابعة, وتم العثور على أن الأطفال في الدراسة استهلكوا ما معدله 30 غرامًا من السكر يوميا، أي ضعف ما هو موصى به.
النتائج تشير إلى العلاقة بين تناول الفواكه الكاملة وارتفاع مستويات الذكاء
ووجدوا أيضًا أن الأطفال الذين يشربون المشروبات الغازية السكرية لديهم مستويات ذكاء اقل في سن السابعة، في حين ووجدوا أن الأطفال الذين تناولوا المزيد من الفواكه حصلوا على درجات معرفية أفضل في العديد من المجالات, وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالمفردات, وارتبط استهلاك الفاكهة أيضًا بقدرات حركية بصرية محسّنة في الطفولة المبكرة والذكاء اللفظي في منتصف الطفولة, ومن المثير للاهتمام أن عصير الفاكهة لم يكن له نفس فوائد الفاكهة الكاملة، مما قد يشير إلى أن الفائدة كانت من المواد الكيميائية النباتية، كما قال الباحثون, وفي نهاية المطاف، خلص الباحثون إلى أن النساء الحوامل وأولياء الأمور بحاجة إلى معرفة أفضل حول ما هو أفضل نظام غذائي لهم.