الأطفال الذين يتأخرون في دخول المدرسة

أشارت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يتأخرون في المدرسة هم أكثرعرضة للمعاناة من الاضطرابات الذهانية عند البلوغ، ووفقاً للدراسة الأولى من نوعها فإن الاطفال الرضع الذين لديهم مستويات ذكاء طبيعية لعمرهم، والتي تنخفض مستويات ذكائهم عندما تتجاوز أعمارهم  أربع سنوات، يصبحون أكثرعرضة لمرض الفصام لاحقاً . وهنا  قد يستمر معدل الذكاء لدى هؤلاء الأطفال في الانخفاض خلال طفولتهم، وفي سن المراهقة، وفي مرحلة البلوغ المبكر إلى أن يكونوا أقل بمعدل "15 نقطة" من نظرائهم الأصحاء ".

وقال كاتب الدراسة الدكتور جوزفين مولون، الذي كان يعمل في كلية "كينغز" بلندن، "بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ذهانية والذين لديهم تدهور معرفي فإن ذلك لا يبدأ في مرحلة البلوغ ولكن يحدث قبل ذلك بسنوات عديدة ولكنه يتفاقم مع مرور الوقت".

 ويعتقد الباحثون أن التدخلات التعليمية يمكن أن "تؤخر" ظهور المرض العقلي لدى الشباب المعرضين للخطر. وتؤثر هذه الحالة على ما يقرب من 3.5 مليون شخص في الولايات المتحدة . وحوالي واحد من كل 100 شخص في بريطانيا .

وأوضح الدكتور مولون الذي يعمل الآن في جامعة ييل: "بالنسبة للأفراد الذين يعانون من اضطرابات ذهانية، وتدهور معرفي والذى يبدأ في سن متقدم ويظهر متأخراً ،عندما يظهر عليهم أعراض مثل الهلوسة والأوهام ، فإن من المؤكد أن ذلك ليس وليد اللحظة ، ويظهر معها صعوبات في المهام الفكرية ، وتزداد سوءاً مع مرور الوقت . "

وتكشف النتائج أيضا أن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات ذهانية تكون قدراتهم المعرفية اقل بما في ذلك الذاكرة والفهم والاهتمام. واختبر الباحثون في تلك الدراسة درجات الذكاء والقدرات المعرفية لـ 4322 شخصاً في بريطانيا من 18 شهراً إلى 20 سنة.

ولنوضح نقطة مهمة هنا أن جميع الأطفال الذين يكافحون في المدرسة ليسوا معرضين لخطر الإصابة باضطرابات نفسية خطيرة، فعادةً تتقلب درجات الذكاء بين الأفراد الأصحاء وهذا أمر طبيعي . وقال الباحث الدكتور أبراهام ريتشنبرغ من مستشفى جبل سيناء : "من المهم أن نضع في اعتبارنا أن العديد من الأطفال ستواجه بعض الصعوبات مع العمل المدرسي أو المهام الفكرية الأخرى في مرحلة ما من حياتهم، ولكن فقط أقلية صغيرة سيتطور معها ذلك ليحدث لهم اضطراب ذهاني ".

وأضاف الدكتور "ريتشنبرغ" أن التدخلات المبكرة لتحسين القدرات المعرفية قد تساعد على درء الأعراض الذهانية من التطور في الحياة اللاحقة. وقال "التدخل في مرحلة الطفولة أو مرحلة المراهقة المبكرة قد يمنع القدرات المعرفية من التدهور، وهذا قد يؤخر أو يمنع ظهور المرض".

 ويدرس الباحثون التغيرات في عقل الأشخاص الأصغر سنا الذين يواصلون تطوير الاضطرابات الذهانية، فضلا عن عوامل الخطر البيئية والجينية المحتملة التي قد تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة. وقد نشرت النتائج في مجلة جاما للطب النفسي.