القاهرة - اليمن اليوم
حصد طالب مصاب بالتوحد المركز الأول في نتائج الثانوية العامة المصرية التي أعلنها طارق شوقي وزير التعليم الأحد، حيث حصل مروان وحيد عبد الله عواد على المركز الأول لذوي الاحتياجات الخاصة (دمج)، حيث ينتمي الطالب لمدينة مشتول السوق التابعة لمحافظة الشرقية شمال البلاد حصل على مجموع 405,5 من 410، واتصل به وزير التعليم المصري ليبلغه بالنتيجة ويهنئه على تفوقه.
بدأت مشكلة مروان عندما كان عمره عامين حيث كان متأخراً في النطق والتخاطب، لكنه كان ذكياً وسريع البديهة، ونبهنا خاله إلى أن حالته هذه مرضية، وربما يكون مصاباً بالتوحد، وعندما ذهبنا لأحد الأطباء أكد لنا توقع خاله وهي أن الطفل مصاب بالتوحد ولا بد من التعامل معه بشكل آخر، حيث أن الأسرة بدأت في علاجه، وتنفيذ تعليمات الأطباء بكيفية معاملته، وتعليمه.
وقالت والدة الطالب إن ابنها كان ذكياً ولماحاً ومتفوقاً في الرياضيات لكنه كان سريع الغضب، وكان يخاف بشدة من البحر والمياه، ويصرخ فور رؤيتهما، وأرهقهما كثيراً حتى بدأت حالته تتحسن، ويتعلم النطق الجيد، مؤكدة أنه لا يتكلم سوى اللغة العربية الفصحى لكن ببطء، وتم إلحاقه بمدارس حكومية في المرحلتين الابتدائية والإعدادية وهي مدرسة القومية في مشتول السوق.
وكشفت الأم أن ابنها وفور التحاقه في المدرسة الثانوية بدأت مواهبه وقدراته تتكشف أكثر، وتنبه لها معلموه، وكانوا يقولون لها إنه نابغة وسيكون من المتفوقين، موضحة أن مروان كان ضعيفا في اللغة العربية لكنه كان متفوقاً في اللغات والرياضيات، ووفرت له الأسرة كل ما يحتاجه من دروس ومذكرات ووسائل تعليمية، لكي يواصل تفوقه.
وذكرت أن مروان حصل على المركز التاسع في الصف الأول الثانوي في مدينته مشتول السوق، والسابع في الصف الثاني الثانوي، ثم كانت المفاجأة التي لم تتوقعها الأسرة وهي حصوله على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة، مؤكدة أنه نقص 3 درجات ونصف في اللغة العربية ودرجة في اللغة الإنجليزية، وحصل على الدرجة النهائية في الرياضيات، وأمنيته الالتحاق بكلية الهندسة وفي تخصص يناسب حالته.
بلغة عربية فصحى لكن ببطء تحدث مروان لـ"العربية.نت" وقال إنه سعيد بما حققه، وسعيد أكثر أنه ساهم في إدخال الفرحة والسعادة على والده ووالدته وأسرته التي عانت معه من أجل تحقيق حلمه، ولم تبخل عليه بوقت أو جهد أو مال، مضيفاً أنه يحلم أن يكون مهندساً ويتمنى الالتحاق بجامعة زويل.
بدروه قال وحيد عبد الله، والد مروان، وهو موظف متقاعد إنه لم يصدق اتصال وزير التعليم به وإبلاغه بتفوق ابنه وحصوله على المركز الأول، بل كان يتوقع أن يكون من المتفوقين، لكن لم يتخيل أن يحصل على المركز الأول، مضيفاً أنه كان يتناوب ووالدته على السهر معه لمساعدته على المذاكرة وتحصيل دروسه.
وأضاف أنه فور انتهاء مكالمته الهاتفية مع وزير التعليم رقص طرباً وفرحاً، وعندما أبلغ والدته لم تصدق أيضاً وبكت من شدة الفرحة، معتبراً أن ما حدث "مكافأة من الله" على صبره وزوجته على معاناتهما في تربية مروان، ومساعدته على تحصيل العلم طوال تلك السنوات.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :