كشف العلماء، عن أسرار الكيفية التي يمكن أن تعيش بها الصراصير في ظروف مثيرة للاشمئزاز - ولماذا يصعب قتلهم، فمن خلال دراسة الحمض النووي، حدد الباحثون جينات معينة تسمح لهم بالقيام بكل شيء من تناول الطعام السام إلى إعادة نمو الأطراف المفقودة، والصرصور الأميركي (Periplaneta americana) هو جامع للقمامة وواحد من أكبر أنواع الحشرات التي تعيش بالقرب من البشر.

وأعدّ شوي زان، الذي يعمل في معهد علم وظائف النبات والبيئة في شنغهاي، على إعداد الجينات التي تجعل من الصعب تدمير هذا المخلوق، فتبين أن لديها واحدة من أكبر الجينومات المعروفة بوجودها بين الحشرات، في المرتبة الثانية بعد الجراد، وفي المجموع، تمتلك هذه الأنواع 20 ألف جين - وهو نفس العدد الموجود عند البشر، وهذه الجينات تجعلها قادرة على الشعور بالروائح القادمة من الغذاء - وخاصة الغذاء الذي يتخمر، وتتحكم جينات أخرى في نظام إزالة السموم الداخلي الخاص بها، مما يعني أن الصراصير لا تمرض إذا أكلت طعامًا سامًا، ومزيد من الجينات تساعد في مكافحة العدوى، وهذا يعني أنها مرنة للعيش في ظروف قذرة.

وذكرت جريدة الغارديان، أن الصراصير لديها جينات تستطيع إعادة نمو الأطراف إذا ما تم قطعها، ويقول العلماء إن تحديد جينات هذا المخلوق سيعني أنه بإمكانهم السيطرة عليهم بشكل أفضل في المستقبل، ومع ذلك، يقول الباحثون أنه لا يوجد دليل على أنهم يستطيعون البقاء على قيد الحياة بعد وقوع هجوم نووي، وقال الدكتور زان "أعتقد أن هذا مبالغة ولم يثبت"، ووجد الباحثون أيضًا أن الصرصار الأميركي مرتبط بشكل وثيق وراثيًا بنوعين من النمل الأبيض، وكتب الباحثون في الصحيفة أنه يمكن استخدامه كنموذج قيم لدراسة العلاقات التطورية بين الصراصير والنمل الأبيض.

وكشف الباحثون في العام الماضي أن الصراصير النسائية مرنة للغاية لدرجة أنها لا تحتاج إلى شريك ذكر، وتوصل باحثون إلى أن الإناث يمكن أن تتكاثر لسنوات ولديهن أجيال متعددة من الإناث الشابات - دون الحاجة إلى ذكر واحد، واستخدم العلماء اليابانيون 15 أنثى عذراء لإنتاج مستعمرة نسائية بالكامل تم دمجها معًا لأكثر من ثلاث سنوات، وعلى عكس صراصير الذكور الذين يقاتلون إذا كانوا معًا، تتجمع الإناث معًا وتنسق دوراتها الإنجابية، مما يؤدي إلى إنتاج شباب أكثر مما لو كانوا لوحدهم، ويعتقد الخبراء أن هذا السلوك هو مثال أساسي للتعاون النسائي، فيمكن للصراصير الأميركية أن تنتج البيض عن طريق التوالد العذري، وهو نوع من التكاثر اللاجنسي، وفقا لبحث أجرته جامعة هوكايدو في اليابان، حيث تنمو ذريتهم من بويضة الأم وحدها، لذا دائماً هم من الإناث لكنهم يبقون على قيد الحياة ويمكن أن ينتجوا ذرية بأنفسهم.