لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة جديدة إلى إن سن اليأس يعتبر وسيلة للحد من النزاعات بين الأمهات وبناتهن وذلك بالنسبة لفصيلة "الحيتان القاتلة" ونفس الشيء يمكن أن يكون صحيحًا بالنسبة للبشر، فنحن نعرف القليل فقط عن قدرة الحيتان القاتلة على البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة بعد وصولها إلي سن اليأس.
وعلى الرغم من أن هناك 1.5 مليون نوع من الحيوانات على كوكبنا، إلا إن هناك ثلاثة أجناس فقط يمرون بفترة انقطاع الطمث – هم البشر والحيتان المرشدة والحيتان القاتلة.
وأشار باحثون من جامعة إكستر أنه عندما تتكاثر الإناث المسنة، في الوقت الذي تتكاثر فيه بناتهن، فإن صغار الحيتان "العجول" يكونوا أكثر عرضة للموت، وهذا يعني أنه من المفيد من الناحية التطويرية للإناث كبار السن أن يتوقفن عن الإنجاب، والاستثمار في مساعدة أفراد الأسرة الأصغر سنًا على النجاح.
وقال دارين كروفت، الذي قاد الدراسة: "إن إناث الكثير من الأنواع الحية يتصرفن كقادة في المراحل المتأخرة من العمر".
وأضاف: :إن درستنا الجديدة توفر الآلية التي يمكن أن تفسر لماذا تتوقف الإناث الكبيرة في السن عن التكاثر – الأمر الذي يفقدهم المنافسة الإنجابية مع بناتهم"، فعادة ما تبدأ إناث الحيتان القاتلة في التكاثر قبل سن الـ15عام، وتتوقف في سن 30 أو 40عامًا. على الرغم من إن هذه الحيوانات تعيش عادة أكثر من 90 عامًا.
وقد أظهرت دراسات سابقة أن الإناث الأكبر سنًا تلعب دورًا قياديًا هامًا في الأسرة، ولكن هذا وحده لم يفسر السبب في أنها تتوقف عن الأنجاب في سن مبكر.
واقترح الباحثون أن الصراع بين الأجيال، المعروفة باسم "صراع الإنجاب" يمكن أن يوفر تفسيرا لذلك، وباستخدام مجموعة بيانات فريدة من نوعها على المدى الطويل في مناطق حياة الحيتان القاتلة في شمال غرب المحيط الهادئ، أكد الباحثون أن الإناث الأكبر سنا أكثر ارتباطا بمجموعة أقاربهم من الإناث الصغيرات.
ويشير الباحثون إلى أن هذا الخلل بين الأجيال يعني أنه عندما تتكاثر الإناث الأكبر سنا والأصغر سنا في نفس الوقت، فان عجول إناث الجيل الأكبر سنا يكن أكثر عرضة للوفاة بقدر 1.7 من نسبة تعرض عجول الإناث الأصغر سنا للوفاة.
وبالمثل، فمن الأفضل للإناث القديمة للمنافسة أقل، وتتعاون أكثر، وتشير هذه النتائج إلى أن انقطاع الطمث تتطور وفقا لكلا من الحاجة الى التعاون والصراع في المجموعات العائلية، وهذه النتائج لا تنطبق فقط على الحيتان القاتلة، ولكن أيضا تنطبق على البشر.
وقال السيد كروفت: "تشير أبحاثنا إلى أن انقطاع الطمث في كل من الحيتان القاتلة والبشر على الأرجح تطور لأسباب مشابهة جدا والتي هي مزيج من الفوائد التي تعود إلى ما يمكن أن تقدمه النساء المسنات لأبنائهم وأحفادهم في المراحل المتأخرة من العمر.
ويعتزم الباحثون الآن لاستخدام طائرات بدون طيار لإمعان النظر في التفاعلات السلوكية بين الحيتان القاتلة.
وقال كروفت: "نريد أن نفهم كيف يتصرف كلا من الإناث الكبار والصغار بطرق تؤثر على بقاء صغارها".