لندن- سليم كرم
اكتشف باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية، أنّ التقديرات السابقة لشدة الاحترار العالمي الناجم عن استخدام الفحم قد لا تكون واقعية، مشيرين إلى أنّهم "أقرب إلى تحقيق الأهداف المحددة في اتفاق باريس بشأن المناخ مما كان يعتقد سابقًا"، وذلك استنادا إلى أساليب جديدة للتنبؤ بما ستبدو عليه البيئة في نهاية هذا القرن..
وحذّر مؤلفا الدراسة، جوستين ريتشي وهادي دولتابادي، من أن التنبؤات التقليدية بتغير المناخ ليست واقعية بالضرورة، مضيفين أنّ "تعتمد نمذجة تغير المناخ على توقعات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في المستقبل وغيرها من الظواهر المؤدية إلى تغيرات في التأثير الإشعاعي للكواكب"، وأورد التقرير بالتفصيل الطرق التي يتم من خلالها تطوير التنبؤات عن ما سيأتي في نهاية القرن.
ويشرح التقرير الطرق البديلة التي يعتقد الباحثون أنها ينبغي أن تستخدم لتحقيق هذه التنبؤات، بأنّ "سيناريوهات التنمية الاجتماعية والتقنية التي تتفق مع نهاية القرن تنتج عادة من خلال نماذج التقييم المتكاملة، ومع ذلك، يمكن أيضا عرض وتحديد توقعات احتراق الطاقة الأحفورية من حيث عنصرين أساسيين: إجمالي استخدام الطاقة هذا القرن وكثافة الكربون في تلك الطاقة"، وأتاحت هذه الطريقة للباحثين التوصّل إلى نتائج متعددة محتملة بناء على السيناريوهات التي تصوّر تقديرات واقعية لكمية الفحم التي سيتم حرقها في السنوات المقبلة، ووفقا لنتائجها، فإن أهداف تغير المناخ أقرب بكثير مما نعتقد لأن تصبح حقيقة واقعة
وأضافت الدراسة أن هذا التوجه يتناقض مع الديناميات المعتادة المتمثلة في إزالة الكربون تدريجيًا، مما يشير إلى أن أهداف تغير المناخ المحددة في اتفاق باريس يمكن تحقيقها بسهولة أكبر مما كان متوقعا حتى الآن، والأمل في الدراسة هو أنه إذا كان صناع السياسات يعلمون النتائج ويستكشفون صحتها، فسيتم تشجيعهم على تركيز الموارد على تقليل آثار الاحترار العالمي، لأن المسألة ستكون أقل حدة مما قد تخيلوه، وأوضح الباحثون هذه الفكرة في دراستهم التي تقول إنّ "الأدلة المؤكدة على سيناريوهات الحالة الثابتة وإعادة الكربنة بأنها غير مرجحة تشير أيضا إلى أن أهداف السياسة الطموحة ستكون أقل تحديا مما كان يعتقد من قبل".