موسكو ـ ريتا مهنا
تُعد ظاهرة تلوث الثلج في روسيا، أزمة أقلقت العديد من المواطنين، خاصة وبعد أن أظهرت دراسات علمية أن الانبعاثات السامة العامل الرئيسي في هذه الظاهرة، مما ترتب عليه ارتداء المواطنين للكمامات.
ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن موجة من الحوادث في روسيا جذبت الانتباه على الإنترنت، إذ راقب سكان بلدات سيبيريا بفزع تحول الثلج المحيط بهم إلى اللونين الأخضر والأسود، حيث أدت الانبعاثات السامة إلى إجبار البعض على ارتداء الأقنعة، ويبدو أن هذه التغيرات مرتبطة بالمصانع المحلية، وسط تزايد الاحتجاجات، وتعرض حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لضغوط.
وتلوث الثلج ليس جديدًا، فقد حذر مروجي الحملات لسنوات من مخاطر الثلوج الداكنة، حيث السوداء والبنية والرمادية، والتي يمكن رؤيتها بوضوح من الهواء فوق مناطق القطب الشمالي، كما أن لها آثار على تغير المناخ.
وتحول لون الثلوج بسبب الكربون الأسود، ويعرف أيضا باسم السخام، وهو جزيئات غير المحترقة الصادرة عن احتراق الوقود الاحفوري في محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم والمصانع ومصادر أخرى، وينتقل إلى القمم الجليدية الموجود في مهب الريح، وعندما يسقط السخام على الثلج الأبيض، يتغير لون الثلوج إلى الداكن، ولكن الثلوج الداكنة تمتص الحرارة وتسريع الاحترار العالمي، وقد يؤدي التخلص من السناج إلى إبطاء تغير المناخ، مما يساعد على خفض درجات الحرارة بنسبة تصل إلى 0.5 درجة مئوية.
ووجد باحثون في كندا في عام 2017 أن ذوبان الثلوج في المناطق الحضرية يؤدي إلى إطلاق خليط من المواد الكيميائية السامة، ومعظمها من عوادم السيارات، المحبوسة في الثلج من الهواء الملوث، ولذا يحذر من تناول الثلوج.
وعادة ما رمز الثلج في مخيلاتنا إلى النقاء والتعالي، ويعود ذلك إلى حالة البراءة الأسطورية، وبما أن الثلج المحيط بنا يظل أسود، ورمادي، وبني، وأخضر، لا يمكن أن يكون هناك شعار أقوى لمشكلتنا العالمية الهائلة مع التلوث من تحول لون الثلج.
قد يهمك أيضًا: العالم لا يسير بطريقة صحيحة لمواجهة "الاحتباس الحراري"