أوّل محطة محمولة للطاقة النووية في العالم

وصلت أوّل محطة محمولة للطاقة النووية في العالم على متن السفن إلى القطب الشمالي قادمة من روسيا قبل أول مهمة لها، وستوفر السفن التي تحمل مفاعلين نوويين 70 بقيمة مليون جنيه إسترليني (94 مليون دولار) الكهرباء إلى مدينة روسية معزولة عبر مضيق بيرينج من ألاسكا، وتقول الشركة الحكومية المسؤولة عن المحطة النووية، والتي يطلق عليها "أكاديميك لومونوسوف"، إنها يمكن أن تكون مصدرا جديدا للطاقة في المناطق النائية من الكوكب، بينما عبّر ناشطون في مجال البيئة عن قلقهم من خطر وقوع حوادث نووية، بينما قامت منظمة السلام الأخضر بأدانتها بأنها "تشرنوبيل عائمة" و"تيتانيك نووية".

وقالت شركة روساتوم الروسية النووية التي طوّرت المنشأة إنها ترسو في ميناء مورمانسك بالقطب الشمالي السبت، وتم بناء المحطة في سان بطرسبرغ قبل أن يتم سحبها إلى مورمانسك في رحلة استغرقت 3 أسابيع، وفي مورمانسك سوف يتم تحميلها بالوقود النووي، وسيتم بعد ذلك سحبها إلى مدينة بيفك في منطقة تشوكوتكا في أقصى الشرق، والتي تفصلها عن ولاية ألاسكا الأميركية مضيق بيرينغ الذي يبلغ طوله 86 كيلومترا (53 ميلا).

 

 

وتُوفّر "أكاديميك لومونوسوف" الطاقة لـ100.000 شخص لمدة تصل إلى 5 أعوام ابتداءً من صيف عام 2019، وقالت شركة روساتوم إن المحطة ستحلّ محل محطة الطاقة التي تعمل بالفحم ومحطة الطاقة النووية القديمة التي تزوّد أكثر من 50 ألف شخص بالكهرباء في تشوكوتكا، ويبلغ وزن المحطة 21500 طن وطولها 470 قدمًا (144 مترًا) وعرضها 98 قدمًا (30 مترًا) وارتفاعها 33 قدمًا (10 أمتار)، وتحتاج إلى طاقم مكون من 69 عاملًا لتشغيلها، وستوفر 70 ميغاوات من الكهرباء.

ويمكن أن تعمل المحطة دون توقف دون الحاجة إلى التزود بالوقود لمدة ثلاث إلى 5 أعوام، وأرسلت مجموعات حماية البيئة، بما في ذلك مؤسسة السلام الأخضر، رسالة إلى رئيس "روساتوم" أليكسي ليكاشيوف تطالبه بالتقيد الصارم بمعايير السلامة، وقالت إنها تراقب تطور المنشأة العائمة "بقلق شديد".

وتدعو الرسالة إلى رقابة تنظيمية كاملة وغير مقيدة من قبل المنظم النووي الروسي ودراسة دولية بشأن التأثير البيئي قبل تحميل المفاعلات بالوقود واختبارها، وقال يان هافركامب الخبير النووي في منظمة السلام الأخضر في وسط وشرق أوروبا في بيان صدر الشهر الماضي، إن "المفاعلات النووية التي توجد حول المحيط المتجمد الشمالي ستشكل تهديدا واضحا على البيئة الهشة التي تعاني بالفعل من ضغوط هائلة بسبب تغيّر المناخ".

وتم الرد على الرسالة من قبل روساتوم، زاعمين أن السلام الأخضر تفتقر إلى أدلة تدعم مطالبها، وقالت "غرينبيس" لم تقدم أي دليل علمي ذي مغزى على أي مخاطر لم تتم معالجتها أو أي عيوب في التصميم تستند إلى تكنولوجيا مجربة ومختبرة بسجل لا تشوبه شائبة، وتتميز المحطة  بأحدث أنظمة السلامة والأمان، ومن المتوقع أن تكون واحدة من أكثر المنشآت النووية أمانًا في العالم.

 

 

وتمتلك روسيا سبعة مفاعلات نووية أخرى على الأقل، وتعمل الصين على بناء مفاعل خاص بها لإطلاقه في عام 2020، وأبدت بلدان أخرى مثل الجزائر وإندونيسيا وماليزيا والأرجنتين اهتمامًا بالأمر.