واشنطن ـ يوسف مكي
أعلن "فيسبوك" قواعد جديدة خاصة بالدعاية السياسية، حيث أوضح الموقع أنه سيُطلب من المعلنين تقديم تفاصيل جهات اتصال عامة ذات ثقة قبل إطلاق أي حملات سياسية على الفيسبوك، جاء ذلك في إطار أحدث محاولة للشبكة الاجتماعية لزيادة المسائلة تجاه ما يسمى بالإعلانات المظلمة.
وتأتي هذه الخطوة الجديدة في إطار جزء من مجموعة من التغييرات خلال التحضير للانتخابات الأوروبية في مايو، حيث يصوت المواطنون من جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي في البرلمان الأوروبي الجديد، ويتم إطلاق قيود الإعلانات الجديدة في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة بعد إطلاق نشرات جزئية في 6 دول بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة والهند.
وتتطلب القواعد الجديدة من المعلنين في الموضوعات السياسية إثبات أنهم يعيشون في البلد الذي يستهدفونه، مع تخزين جميع إعلاناتهم في قاعدة بيانات عامة لمدة 7 سنوات بجانب معلومات حول الفئات المستهدفة والإنفاق وكيفية الوصول، وتتطلب القواعد من المعلنين الكشف عن هوية من دفع تكلفة الإعلان، وهو المطلب الذي عرّض الفيسبوك للنقد في الماضي، حيث كان الموقع يسمح للمستخدمين بكتابة ما يريدون دون الحاجة إلى التأكد من أسمائهم أو هوياتهم، ويستمر الفيسبوك في السماح للمستخدمين بكتابة ما يريدون لكنه سيطلب منهم تقديم رقم هاتف أو عنوان بريد إلكتروني بحيث يمكن للأشخاص المهتمين الاتصال بالمعلن من خلاله، ويثسمح للمستخدمين الذين يعلنون بصفتهم الشخصية عدم إدخال هذه البيانات، ولكن سيتم نشر أسمائهم بدلا من ذلك بعد التحقق منها.
ويتم تطبيق هذا الشرط بأثر رجعي، إلا أن الفيسبوك لن يقوم بتنفيذه بشكل فعال للمعلنين المسجلين بالفعل ما لم يطلب المستخدمين مزيد من التفاصيل، ويشمل ذلك حملات Mainstream Network والتي أنفقت نحو 250 ألف أسترليني على الإعلان لجعل مستخدمي الفيسبوك يحثون النواب مع دعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما أنفقت مجموعة مستقبل بريطانيا أكثر من 350 ألف أسترليني من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي منذ أكتوبر.
ويتم إطلاق متطلبات التحقق الجديدة في جميع البلدان التي تدير فيها الشركة ضوابط الإعلان السياسي بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ويمكن للمعلنين من EU27 التسجيل للتحقق الجمعة، فيما أوضح الفيسبوك أن التحقق يصبح إلزاميا في منتصف أبريل، وربما تكون عملية التحقق أسرع مما كانت عليه في المملكة المتحدة والولايات المتحدة بفضل القبول الواسع النطاق لبطاقات الهوية الوطنية ما يلغي الحاجة إلى إرسال خطاب فعلي للتحقق من الإقامة، ويحتاج المعلنون للتحقق بشكل منفصل في كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي التي يريدون إطلاق الإعلانات فيها.
وقال ريتشارد آلان، رئيس حلول السياسات العالمية في "فيسبوك"، "نعتقد أن المزيد من الشفافية سيؤدي إلى زيادة المسائلة والمسؤولية ليس للفيسبوك فقط ولكن للمعلنين أيضا، نحن نستثمر بكثافة في المزيد من الناس والتكنولوجيا من أجل تحديد أفضل للاستغلال بشكل استباقي، ولكن إذا رأيت إعلام عتقد أنه مرتبط بالسياسة أو القضايا ولم يتم تحديده أو تسميته فيرجى الإبلاغ عنه، وسنقوم باتخاذ اللازم، ولن تمنع هذه التغييرات إساءة الاستخدام بالكامل، فنحن نواجه خصوم أذكياء ومبدعين وممولين تمويلا جيدا، ويغيرون أساليبهم مع رصد إساءة الاستخدام، وستساعد هذه التغييرات في منع التدخل في الانتخابات في المستقبل".
قد يهمك أيضًا: