نجحت أول طائرة ركاب صينية الصنع رحلتها الأولى، والطائرة الصغيرة ذات المحرك المزدوج "C919"، في إقلاعها من مطار شانغهاي بودونغ الدولي، في الساعة 2 مساء بالتوقيت المحلي (7 صباحًا)، وسط ضجة كبيرة، يذكر أن الطائرة ذات الممر الواحد، بأنها الرد الصين على طائرة بوينغ 737 وإيرباص 320، حيث أن الصين تهدف إلى الاستيلاء على شركات الطيران الغربية.

وتُعدّ رحلة C919 أول خطوة لبكين نحو الاستقلال من بوينغ وإيرباص، في محاولة لتحل محل جميع طائراتها الغربية، بتكلفة تقدر بحوالي تريليون دولار، وتعدّ الصين ساحة معركة ضخمة لبوينج وإيرباص، حيث من المتوقع أن يتجاوز سوق السفر في البلاد، الولايات المتحدة بحلول عام 2024، وذلك وفقًا لما ذكره الاتحاد الدولي للنقل الجوي.وهنأت الشركتان كوماك على الرحلة، غير أن خبراء الطيران حذروا من أن تجاوز الطائرة، لرحلة الاختبار سيؤدي إلى، إنتاج ضخم من المحتمل أن يكون صعبًا.

كما أن الخبراء تساءلوا عن القيمة التي ستحصل عليها الصين، من مليارات الدولارات التي تنفقها على تطوير هذه الطائرة، لأن C919 قد لا تحصل على الشهادة الأوروبية والأميركية اللازمة للسفر في معظم الأسواق الدولية، واستغرقت الرحلة الأولى لطائرة C919 ساعة و 20 دقيقة. وتبلغ مساحة الطائرة ذات الممر الواحد 10 آلاف قدم وبسرعة قصوى تصل إلى 170 عقدة. بثت وسائل الإعلام الصينية، بما في ذلك مذياع الدولة أول رحلة لطائرة C919 على الانترنت مباشرة.

ولم يكن لدى الطائرة مقاعد ركاب مثبتة خلال الرحلة، وبدلاً من ذلك، حملت "عددًا كبيرًا من الأجهزة" لجمع 44 الف نقطة بيانات خلال الرحلة الأولى. وقال هوان تشيو ان فريقا من خمسة اعضاء قام بتشغيل الطائرة C919  خلال الرحلة الاولى من بينهم طياران ومراقب واحد واثنين من المهندسين. تم بناء الطائرة المصنوعة فى الصين من قبل شركة الطائرات التجارية الصينية (كوماك) وهى شركة طيران صينية مملوكة للدولة ومقرها فى شانغهاى. ولكن الشركة حصلت على العديد من الأجزاء الأكثر أهمية في طائرة C919 من شركات أوروبية وأمريكية مثل غي، سافران وهونيويل. وقد تتسع الطائرة التى استغرق بنائها 11 عامًا بين 158 و 168 مقعدا.

ومن خلال المقارنة، بين نماذج  بوينغ المختلفة مثل 737 التي يمكن أن تتسع 85- 215 راكبً؛ في حين أن A320 يمكن أن تستوعب 100 إلى 240 شخص، وقال شيونغ يويكسي، خبير تصميم الطائرة في جامعة بيهانغ في بكين لرويترز قبل الإطلاق أن الطائرة "أول طائرة من طراز الإطار الكبير المحرز في الصين"، كما أن لها تأثير كبير على الشعب الصيني والسوق المحلية." وقد بنيت كوماك طائرة C919 وهي الأن تعمل على تجميع الطائرة الثانية والثالثة.

وذكرت صحيفة الشعب اليومية الحكومية أن الشركة تلقت 570 طلبًا لصنع الطائرة من 23 من العملاء المحليين والأجانب، وفي الشهر الماضى، اصدر تليفزيون الدولة الصيني شريطًا زمنيًا يظهر فيه عملية بناء الطائرة المرتقبة، والتقط الفيديو، الذى اصدره تليفزيون الصين المركزى يوم 20 ابريل، خلال تجميع اول طائرة  C919 اظهر العمال خلال قضائهم 72 يوما خلال تجميع الطائرات في مصنع كوماك في شنغهاي. وقد ارسلت أجزاء من أربع مدن صينية. وقد أنفقت الصين 45 مليار يوان (5 مليارات جنيه استرليني أو 6.5 مليار دولار) على البحث والتطوير وفقا للتقديرات الحالية.

وجدير بالذكر أن الطائرة لديها مجموعة طيران تصل إلى 3451 ميلا (5،555 كيلومترا)، مما يعني أن الطائرة يمكن أن تطير دون توقف من شنغهاي إلى جاكرتا أو من باريس إلى مونتريل. على الرغم من أن البلاد لديها الكثير من الطموح لتحدي عمالقة الطيران الحالية في العالم، تم تأجيل الرحلة الأولى لطائرة C919 لعدد من المرات لأسباب تقنية. وجدير بالذكر أن طائرةC919  لاول مرة ستتمكن من الانتشار في جميع أنحاء العالم في تشرين الثاني عام 2015. وفي حفل لاول مرة، قال رئيس كوماك، جين زوانغلونغ: "إن طائرات C919 تمثل معلما هاما في تطوير أول الطائرات الأصلية في الصين."

ولم يتنبأ كوماك بعد برفع سعر الطائرة، لكن تنبأ راديو الصين الوطني بأن C919 من المرجح أن يكون سعره 33 مليون جنيه استرليني (43 مليون دولار)، وهي أرخص من طائرة بوينج 737 أو طائرة إيرباص 320 التي تكلف كل منها حوالي 62 مليون دولار  و77 مليون جنيه استرليني (100 مليون دولار) على التوالي. كما تخطط كوماك لصنع طائرة واسعة ، وهى الطائرة  C929، بالتعاون مع شركة الطائرات المتحدة الروسية. وتتزايد التكهنات بأن الصين ستنشئ كيانا جديدا من محركات الطائرات لمحاولة إنتاج الطائرات القوية اللازمة للطائرات المدنية الكبيرة.

ويتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي في تقرير صدر في أكتوبر 2016 أن 7.2 مليار مسافر سوف يسافر عام 2035. وهذا الرقم يضاعف تقريبا عدد المسافرين جوا في عام 2016، وهو 3.8 مليار. في السابق، اشارت توقعات السوق العالمية لشركة إيرباص أن السوق يحتاج إلى حوالي 32600 طائرة ركاب وطائرة شحن جديدة في السنوات ال 18 المقبلة لتلبية الطلبات المتزايدة. وقال تقرير ايرباص نفسه ان الصين ستصبح الدولة الرائدة فى حركة المرور الجوى للركاب مع حركة المرور الداخلية فى غضون ثمانى سنوات.