واشنطن - اليمن اليوم
تُقدِّم لقطات لم تسبق مُشاهدتها مِن قبل أدلة جديدة على وجود ثقب أسود هائل في وسط مجرة "درب التبانة".
والتقطت التلسكوبات أعمدة من الغاز الساخن تدور حول الأجسام السماوية بنسبة 30% مِن سرعة الضوء، أو نحو 320 مليون كلم/الساعة.
وقال العلماء إن هذه المشاهد توفر "أقرب نظرة إلى ثقب أسود موجود في مركز مجرتنا"، ولطالما فكر علماء الفلك في ما إذا كان مركز مجرتنا يستضيف ثقبا أسود فائقا، وهو منطقة غامضة أكبر من الشمس بـ10 مليارات مرة، ولأن المنطقة تمتص كل الضوء المحيط بها فمن الصعب للغاية رصدها، لذا أمضى العلماء عقودا في البحث عن أي إشارة لنشاط الثقب الأسود.
ويقول العلماء إن الصور الجديدة ترصد للمرة الأولى مادة تدور في مدار قريب من نقطة "اللاعودة"، وأكثر الملاحظات تفصيلا لمواد تدور بهذا القرب حول ثقب أسود.
واستخدم الباحثون في المرصد الأوروبي الجنوبي معدات متخصصة لمراقبة "Sagittarius A"، الجسم الضخم في مركز درب التبانة، ورصدوا كتلا من الغاز في مدار دائري خارج أفق الحدث في المنطقة، بسرعة 30% من سرعة الضوء، وكانت سرعة الغاز كافية لإطلاق 3 رشقات نارية قوية من السحب.
ورُصدت هذه الإشارات من الأرض، باستخدام التلسكوب الكبير جدا (VLT) في تشيلي، وتم استخدام المعدات المتخصصة لإلقاء نظرة فاحصة على الأشعة تحت الحمراء القادمة من القرص المتنامي حول "Sagittarius A*".
وقالت الدكتورة جوزفين بيترز، عالمة الفيزياء الفلكية في جامعة أكسفورد، التي لم تشارك في الدراسة: "لاحظ الفلكيون وجود مواد قريبة من إمكانية الوصول إلى ثقب أسود دون استهلاكها"، ورغم أن "Sagittarius A*" هو أقرب ثقب أسود فائق في مجرتنا فإنه لا يزال غامضا بشكل لا يصدق.
ويعدّ الثقب الأسود الفائق نسخة أكبر من الثقوب السوداء التي تتشكل عندما تنهار مراكز النجوم العملاقة، وتنطلق التوهجات من المواد التي تدور بالقرب من أفق الحدث في الحفرة السوداء