واشنطن ـ رولا عيسى
طور الباحثون، طائرات دون طيار مُقاومة للتحطيم، مشيرين إلى أنها مستوحاة من خصائص أجنحة الحشرات، إذ أن الإطار الخارجي للطائرة مرن وينحني دون كسر، ويغلق حول المغناطيس الداخلي المثبت بها، ما يجعلها جامدة خلال الرحلة، وأظهرت التجارب، أن إطار الطائرة التي تم تطويرها صمد أمام نحو 50 تصادمًا، دون وقوع أي ضرر دائم، وكان قد صمم تلك الطائرة باحثين من المركز الوطني السويسري، ومختبر فلورينو في المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في لوزان، كما أنها مصممة كي تكون لينة لا تنقطع أو تتحطم أثناء الاصطدامات، مستوحاة من خصائص أجنحة الحشرات التي تتمتع بالقوة والمرونة.
فعلى سبيل المثال، أجنحة الدبور تظهر صلابة مزدوجة، إذ أنها تتمتع بالصلابة والليونة، وتحتوي أجنحة الدبابير مفاصل مرنة مصنوعة من ريزيلين وهو بروتين مرن يعطي مرونة للجناح، ما يسمح لطرف الجناح بأن يثني خلال الرحلة بطريقة طبيعية وبطريقة عكسية خلال الاصطدامات.
وصنعت الطائرة من إطار خارجي مصنوع من الألياف الزجاجية الرقيقة، ويعتبر سُمك الإطار مصنوع من الألياف الزجاجية 0.3 مليمتر، ما يجعله هيكل لين ومرن، ويسمح للطائرة بتحمل الاصطدام دون الكسر أو التشوه بشكل دائم، كما يوجد فيها أربعة مفاصل مغناطيسية تربط الإطار الخارجي، يساعد على تغيير أوضاعه خلال الرحلة، مثل الكثير من الهيكل الخارجي للحشرات الثابت.
وتأتي أهمية المغناطيس في إعطاء قدراة للطائرات على مقاومة للتحطم، وفي حالة التحطيم يمكنها أن تفكك نفسها بأمان عن طريق المغناطيس دون الإضرار بالهيكل الداخلي، وهو ما لا يمكن فعله إذا كان الإطار مثبت بالهيكل الداخلي بأزرع صلبة.
وفي حال تعطلت الطائرات، فإن القيود المرنة في الإطار تقوم بالالتصاق بالمغناطيس وتعيد نفسها مرة أخري، لإعادة تنظيم الإطار كي تتمكن من الطيران، وكان قد اختبر الباحثون الطائرة وأسقطوها من ارتفاع 2 متر، ولاحظوا أنها قامت بتفكيك نفسها عن طريق المفاصل المغناطيسية، ومن ثم استعادة وضعها مرة أخرى إلى الحالة التي كانت عليه قبل الانهيار.