مركبة فضائية روبوتية

كشفت وكالة ناسا عن مجموعة جديدة من المقترحات التي ربما تدفع استكشاف الإنسان والروبوت للفضاء إلى ما هو أبعد من ذلك، وتستثمر الوكالة في 22 مشروعًا مقترحًا في مرحلة مبكرة من أجل المزيد من التطوير، ويعدّ الكثير منها أفكار لم تكن موجودة إلا في أفلام الخيال العلمي فقط، وعلى الرغم من أن المشاريع الجديدة ربما تستغرق سنوات قبل استخدامها في مهمة ناسا إلا أن الوكالة أوضحت أن المشاريع الجديدة ستوسّع كيفية استكشاف الكون.

واختارت ناسا جوائز المرحلة الأولى والثانية لسباق "مفاهيم الابتكار المتقدم" لعام 2017، وشملت أبرز الأفكار في المرحلة الأولى مشروع "منطاد فضائي لبعثات المريخ"، والذي من شأنه العمل على غرار البالون مع الاعتماد على هيكل قوي لعزل الهواء وتوفير القدرة على الرفع.

وأوضح جون بول كلارك من معهد جورجيا للتكنولوجيا  أنّه "ربما يعمل هذا الجهاز في الغلاف الجوي للمريخ باستخدام نهج متعدّد الطبقات مع بنية شبكية وتصميم قيّم للمركبة، ويمكن استخدام فراغ المنطاد لحماية الأدوات من الإشعاع الشمس والجسيمات عالية الطاقة، ويمكن لهذا المنطاد عند تصنيعه اجتياز مساحة أكبر من هذا الكوكب في وقت أقل لأنه لا حاجة للقلق بشأن التعثر، ويمكن للمنطاد مراقبة مساحة أكبر من الأرض مع زيادة الارتفاع، وعلى الرغم من أنه سيكون للمنطاد قاعدة جوية إلا أنه يمكنه أداء مهام في الأرض، ويمكن استخدامه أيضا لاستكشاف مواقع مختلفة"، وهناك اقتراح آخر قدمه غاي ماكماهون من جامعة كولورادو في بولدر والذي يسعى إلى إنشاء مركبة فضائية روبوتية لينة يمكنها تفكيك أنقاض كومة من الكويكبات، وللقيام بذلك تستخدم مركبة ‘"Area-of-Effect Soft-bots (AoES" قوى لاصقة لتثبيت نفسها، وتقوم المركبة بتحرير المواد العالقة في الكويكبات وإطلاقها على السطح لتقوم بجمعها مركبة أخرى، وكشفت ناسا عن اقتراح بإنشاء جهاز "تربوليفت" والذي يمكنه محاربة آثار الجاذبية الصغرى خلال البعثات طويلة الأجل، ومن المعروف أن رواد الفضاء يتعرضون إلى فقدان العظام وضمور العضلات وعدم كفاءة القلب والأوعية الدموية وحساسية وضعف في التوازن وتغيرات في الرؤية كنتيجة لذلك، إلا أن جهاز تربوليفت يمكنه تقليل هذه الأعراض الفيسيولوجية.

ويهدف مقترح نان يو من مختبر ناسا، إلى الدفع النفّاث إلى الكشف عن الطاقة المظلمة، استنادًا إلى تفاعلاتها مع المادة الطبيعية، ويعتمد ذلك على مختبر النظام الشمسي والذي يطير جسيمات ذرية من خلال مناطق جاذبية خاصة، ويعتقد أن الطاقة المظلمة تشكّل ما يقرب من 68% من الكون، وأوضح المقترح أنّه "يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحوّل أساسي في فهمنا للفيزياء الأساسية والكون مع تحفيز مجموعة واسعة من البحوث التأسيسية في علم الكونيات وفيزياء الجسيمات".

واستثمرت الوكالة في فكرة إنشاء نظام دفع "Mach Effect Thruster"، الذي يولّد قوة دفع دون طرد الوقود ما يلغي الحاجة إلى حمل الوقود كما هو مطلوب في معظم أنظمة الدفع الأخرى، حسبما أفادت هيدي فيرن من معهد دراسات الفضاء، ويساعد الجهاز في عدم طرد الوقود ويفتح الباب لسرعات عالية للغاية، ومُنحت مقترحات المرحلة الأولى جائزة مقدارها 125 ألف دولار للدراسة لمدة 9 أشهر لتحديد وتحليل أفكار المشاريع، وبعدها يمكن للمشاريع الفائزة التقدم للمرحلة الثانية، وفي المرحلة الثانية ربما تصل الجوائز إلى 500 ألف دولار لدراسة لمدة عامين لمواصلة تطوير هذه المفاهيم.