صاروخ "فالكون 9" المعدّل

تمكّنت شركة صواريخ الفضاء التجارية الأميركية سبيس إكس من إطلاق صاروخ إلى مدار الأرض ثم إعادته ليهبط بنجاح على منصة عائمة في البحر، ليمثل بذلك أول عودة لها إلى مهمات الفضاء منذ الانفجار المكلف لمنصة إطلاق في سبتمبر/أيلول  2016، وقد انطلق الصاروخ فالكون 9 الذي يبلغ طوله 70 مترًا من قاعدة "فاندنبرغ أير فورس" ليضع 10 أقمار صناعية تابعة لشركة "إيريديوم كوميونيكيشنز" في مدار الأرض السفلي، وهي الحزمة الأولى من أصل 81 قمرًا صناعيًا تعتزم الشركة وضعها في المدار لترقية شبكة الاتصالات العالمية الخاصة بها.

وأعلن المتحدث باسم "سبيس إكس"، بعد وضع الأقمار الصناعية في المدار، أن العملية كانت ناجحة تمامًا، وأوضح مؤسس الشركة إيلون ماسك في تغريدة على حسابه في تويتر أن "الصاروخ مستقر والمهمة تبدو جيدة"، وتعتزم الشركة إعادة استخدام مثل هذه الصواريخ توفيرا للنفقات، وكانت خطط الفضاء الطموحة لماسك قد تعرضت لانتكاسة منذ انفجار الأول من سبتمبر/أيلول خلال عملية تزوّد بالوقود قبيل اختبار ما قبل الطيران في فلوريدا، وبعد نحو 10 دقائق من عملية الإطلاق، السبت، نجح صاروخ المرحلة الأولى الذي انفصل عن بقية مراحل الصاروخ بالعودة ليهبط على منصة عائمة في المحيط الهادي، وهو إنجاز تكرر من قبل مع أربعة صواريخ فالكون أخرى على منصة عائمة ومرتين على منصة أرضية.

واختبرت لمهمة السبت تطبيق تغييرات أجرتها الشركة منذ انفجار منصة الإطلاق، وكان محققو الحوادث قد توّصلوا إلى أن أسطوانة هيليوم انفجرت داخل خزان الأوكسجين السائل في قسم المرحلة الثانية للصاروخ متسببة بالانفجار، وجرى إعادة تصميم الأسطوانة لكن سبيس إكس عملت منذ ذلك الوقت على معالجة المشكلة بتعديل إجراءات التزود بالوقود، وتسبب الانفجار بدمار الصاروخ الذي كلف 62 مليون دولار، وقمر اتصالات إسرائيلي بتكلفة 200 مليون دولار كان يفترض أن يضعه الصاروخ في المدار بعد يومين، وخيّم الحادث على جدول أعمال الشركة الذي تضمن البدء بنقل رواد الفضاء الأميركيين إلى الفضاء العام المقبل، في الوقت الذي تخطط فيه للقيام بأول رحلة فضائية إلى المريخ.